مع قرب انتهاء عام 2013 ودع العالم بحزن آسر رمزا انسانيا تقدمت اعماله كلها التضحية من اجل شعبه، ورغم اعترافه بانه اخطأ في شأن ما، إلا ان العالم يجمع على قيمة ما قدمه لبلاده "جنوب افريقيا" والعالم من نضال ضد الفصل العنصري من خلال التصدي للعنصرية المؤسساتية والفقر وعدم المساواة وتعزيز المصالحة العرقية.
نيلسون مانديلا، ايقونة المصالحة والحوار على مدى نصف قرن، ارتضى أن يكون رئيسا لبلاده دورة واحدة من عام 1994 إلى 1999، ليعلن بعدها تنحيه عن الحكم ليفسح المجال لتداول سلمي للسلطة غاب كثيرا عن بلاده التي أراد لها الازدهار.
رحل مانديلا بعد حياة سياسية ونضالية زاخرة بالأفعال والأقوال، فهو صاحب مقولة: "التعليم هو أقوى سلاح يمكنك استخدامه لتغيير العالم"، هكذا كان يفكر رجل السلام، أن يكون التعليم والعلم بخدمة الإنسان ـ أياً كان- ولا يحدد اللون واللغة والمكان هذا الإنسان من غيره.
غياب مانديلا لن ينهي مسيرته التي حفرها على جبال العالم لتكون شاهدة على التعايش الإنساني وإنهاء مسلسل الفصل العنصري، يقف العالم اليوم إجلالا لما قدمه للبشرية من درس في الإخلاص للمبادئ والقيم الإنسانية.