مدارات

الكتل المتنفذة تواجه "أزمة مرشحين"

بغداد - طريق الشعب
عزا محللون ومراقبون عدم تمكن الكتل السياسية المتنفذة في السلطة من استكمال عدد المرشحين المطلوب في قوائمها، إلى هيمنتها على القرار ومطالبة المرشح بالانصياع لتوجهاتها، وان تكون لها نسبة ما في حال تمكنه من الوصول إلى منصب مؤثر، متوقعين تمديد مفوضية الانتخابات فترة تقديم المرشحين التي تنتهي الخميس المقبل.

وعلمت "طريق الشعب" من مصادر عدة، أن الكتل السياسية الكبيرة في مجلس النواب تعاني من "أزمة مرشحين".
وذكرت هذه المصادر، وهم مرشحون فضلوا عدم ذكر اسمائهم، أنهم تلقوا عروضا مغرية من قياديين في كتل كبيرة مقابل الانضمام إلى قوائم مرشحيهم.
ولفتوا إلى أن "هذه الكتل تعيش أزمة حقيقية في اختيار وجوه جديدة تحل محل الأسماء التي أصبحت أوراقا محترقة ولا يمكن أن تغري الناخبين باختيارهم".
وفي تصريح لـ"طريق الشعب"، قال واثق الهاشمي، المحلل السياسي، إن عزوف المرشحين عن القوائم المتنفذة يعود "لعدة أسباب أولها عزوف المواطن عن الانتخابات بصورة عامة لأنه يعتقد أنها بدون فائدة ولا تستطيع أن تحقق شيئا جديدا"، مستطردا "وثانيا انسحاب عدد من المرشحين من هذه الكتل لأنهم شعروا بأنهم لا يستطيعون الإيفاء بالوعود التي وعدوا بها الشعب، ولم يستطيعوا تنفيذها وأصبحوا في موقع انتقاد باعتبارهم لا يمتلكون أدوات التغيير والسيطرة، التي دائما ما تكون بيد قائد الكتلة السياسية".
ولم يستبعد الهاشمي "تمديدا آخر لاستلام القبول الجديد، وخاصة أن الكتل الكبيرة تشهد صراعا بين مرشحيها على الأرقام، فجميع المرشحين يبحثون عن التسلسلات الأولى وهذا سبّب اشتباكات داخل القوائم".
وأكد المحلل السياسي أن "الصراع السياسي والأمني الموجود يخدم كتلاً سياسية في تأجيل موعد الانتخابات، كذلك أن مفوضية الانتخابات ليست مستقلة بشكل كامل، لأنها تشكلت على أساس التوافق السياسي (المحاصصة) بين الكتل السياسية وبالتالي ستكون المفوضية أداة طيعة بيد الكتل السياسية".
بدوره، رأى عبد المنعم الاعسم، الكاتب والصحفي، إن "هناك أسباباً عدة تواجه الكتل الكبيرة في استكمال مرشحيها أولها روح البحث عن مناصب وامتيازات في داخل هذه القوائم، والتنافس قائم على مَن يحصل على ضمانات في التعيين واحتلال مواقع مهمة، بالإضافة إلى الإغراءات المالية"، مضيفا انه "ثانيا هناك خشية من المرشحين وبالأخص المرشحين الجدد من أن يفشلوا في الانتخابات وان تحترق أوراقهم في المستقبل".
وتابع في حديث مع "طريق الشعب"، بالقول "وثالثا غياب المعايير بشأن اختيار المرشح الأكثر كفاءة وسيادة، وربما سيحصل ما حصل في الانتخابات السابقة بتدفق الأموال من وراء الحدود لشراء مرشحين مناسبين، وهذا يخلق بيئة غير مشجعة لاستكمال مرشحي القوائم"، مستبعدا أن "تقوم المفوضية العليا للانتخابات بإعطاء مهلة أخرى لاستلام أسماء مرشحي الانتخابات.
إلى ذلك، قالت صفية السهيل، عضوة مجلس النواب، لـ"طريق الشعب"، إن "سبب عدم استكمال أسماء المرشحين في الكتل السياسية هو أن الائتلافات دخلها الكثير من الأحزاب السياسية والتكتلات الاجتماعية، وبالتالي فان التوصل إلى اتفاق حول الأسماء والمواقع يأخذ وقتا"، مبينة أن "الانشغال في الظروف الأمنية والسياسية للبلد أخر مواعيد الاجتماعات بين الكتل للاتفاق حول أسماء مرشحيهم".
وتوقعت السهيل أن "المفوضية ربما تمدد موعد استلام أسماء المرشحين إذا كان بطلب أكثر من كتلة سياسية وهذا التأجيل لا يؤثر على موعد الانتخابات، ولكن يجب أن يكون التأجيل لفترة بسيطة لاتتجاوز اياماً