طريق الشعب تتجول في "بسماية" / علي جواد

التفاصيل: نشر بتاريخ الإثنين, 13 كانون2/يناير 2014 19:36

يعتبر مشروع مدينة بسماية الجديدة اول واكبر مشروع سكني في تاريخ العراق، وتؤكد الهيئة الوطنية للاستثمار ان مدينة بسماية ستكون من اكثر المدن تميزا في العراق ومنطقة الشرق الاوسط واول مشروع عملاق من مشاريع برنامج الإسكان الوطني.

مركز هنوا لتدريب العاملين

"شاري كيم"، المدير الاداري لشركة هنوا القائمة على تنفيذ مشروع مدينة بسماية السكني، استقبل "طريق الشعب" التي كانت ترافق عدد من منتسبي الهيئة الوطنية للاستثمار بابتسامة عريضة عند مدخل "موقع العمل" مرددا بالعربية "أهلا بكم في مدينة بسماية".
ثم ذهبنا في جولة استغرقت أكثر من ثلاث ساعات في مواقع العمل المتعددة، عارضا وباستهاب معطيات التنفيذ في مشروع الـ100 وحدة سكنية، الذي "سيكون نموذج في الشرق الأوسط"، على حد قوله .
اصطحبنا في بادئ الأمر برفقة مدير العلاقات والاعلام " مستر جور" الى مركز هنوا لتدريب العاملين"، موضحا ان "هذا المركز تم افتتاحه قبل يومين، وسيبدأ باستقبال الأيدي العاملة الماهرة وغير الماهرة من مهندسين وفنيين وعمال من العراقيين بهدف تدريبهم على مفردات العمل في المشروع باتجاه تطوير مهاراتهم بما يتناسب وطبيعة العمل في مثل هكذا مشروع ومعدات ومعامل للبناء.
وأكد ان ترشيح هؤلاء المتدربين سيكون من خلال وزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية وسيتم تدريبهم عبر دورات مكثفة، حيث سيحتاج المشروع الى نحو 20 ألف عامل، وسيتم الافتتاح الرسمي لهذا المركز نهاية شهر كانون الثاني الحالي.

الشبكة الكونكريتية

وأثناء جولة في أروقة المشروع العملاق للاطلاع على تطورات العمل، كانت أول محطة هي محطة الشبكة الكونكريتية في عمق نحو 15 مترا تحت الأرض التي تغلف المرافق الكهربائية والاتصالات التي تحتاج الى منظومة متكامله للوقاية من المياه والتسرب الكهربائي وهي منظومة رصينة لتشكيل النفق الكونكريتي. وحين الانتهاء من الشبكة الكونكريتيه، سيتم طمرها بالاتربة. وستواصل شركة هانوا عملها لحين استكمال كافة الشبكات تحت الارضية لمدينة بسماية الجديدة.
ومن المقرر ان يتم انشاء طريق رئيسي يتألف من 6 - 8 مسارات على مسارات هذه المنظومة.
ويقول كيم "يقصد بالشبكة الكونكريتية مجموعة المعدات والشبكات الهائلة المدفونة تحت الارض والمحمية بجدران كونكريتية، وتتضمن مجموعة من الخدمات العامة كخطوط الطاقة الكهربائية والاتصالات وغيرها. ويتوقع ان يصل طول هذا النفق نحو 20 كم". وتتضمن عملية التشييد استخدام مايزيد عن 450 معدة ثقيلة لاكمال مهامها في انشاء البنى التحتية المتعلقة بمشروع مدينة بسماية..

القرية (A)

وبالقرب من ذلك شاهدنا عملية دك الركائز الكونكريتية الصلبة في القرية (A)، وتمت عملية دك اولى الركائز في القرية (A) المُخطط تسليمها ضمن اولى الوجبات في المشروع, ويُعد هذا الحدث خطوة تاريخية ضمن جدول تشييد الوحدات السكنية في مشروع مدينة بسماية.. ثم اتجهنا صوب معمل انتاج الركائز الكونكريتية الصلبة والذي علقت على بابه الرئيسية يافطة كتب عليها بثلاث لغات (عربية ، كورية، انكليزية) ( الترتيب والتنظيم ما تبدأ به السلامة) واللافت في مشروع بسماية هو الانتظام والدقة في حركة العمل والتنفيذ ، وحتى الخروج لتناول طعام الغداء يتم وفق حركة منظمة يسير فيها العمال بمجاميع أشبه بالمجاميع الكشفية .
كانت خطوات الانتاج تسير بانتظام ، وبدا ان المهندسين والكوادر الوسطية من كوريا، فيما جيء بالعمالة غير الماهرة لمعمل الركائز من بلاد البنغال " .. يقول كيم "يعد هذا الانتاج الاول من نوعة في الشرق الاوسط , اذ سيتم استخدام هذه الركائز حصريا في عملية تشييد الأسس الخاصة بالمباني حيث ستدك 260 ركيزة لكل عمارة سكنية ، يكون طول الركيزة 16 متر مجوف يدك منها 14 متراً تحت الأرض فيما يبقى متران على سطح الأرض لمسك الأساس".
وتمر عملية انتاج الركائز الكونكريتية الصلبة بمراحل عدة ، بدءاً بعملية صياغة القالب الخاص بالركيزة المصنوع من حديد التسليح بشكله الأسطواني مروراً بمرحلة ملء القالب بالكونكريت الصلب, تتبعها عملية التدوير بسرعة عالية لما يقرب العشر دقائق وفي المرحلة الاخيرة يتم تجفيف الركائز بواسطة افران بخارية.

سمنت عراقي

بعد مغادرة معمل انتاج الركائز الكونكريتية طرحنا مجموعة من الأسئلة على كيم، كان أهمها ما يتعلق بمصادر المواد الداخلة في البناء ، فالخرسانة التي ستقوم شركة هنوا بصبها يقال انها تقدر بجدار خرساني يمتد بين بغداد وسيئول (العاصمة الكورية) ، فرد كيم قائلا.
ان خامات البناء في الغالب ستكون عراقية ، فبعد فحص نوعيات الاسمنت العراقي ومقارنته مع الانواع الاخرى المتاحة في المنطقة قررنا الاعتماد على الاسمنت العراقي في بناء المشروع وذلك لما يتمتع به هذا الاسمنت من مواصفات عالية ، وحتى الاسفلت الذي سيستخدم في تبليط الشوارع ستكون المواد الداخلة في تكوينه هي مواد عراقية بالكامل باستثناء المواد غير المتوفرة في العراق فاننا سنضطر لشرائها ، وبشأن الاطارات الخاصة بالنوافذ فاننا سنقوم بصناعتها في بسماية أيضا ، وكل شيء يتعلق بالشقة السكنية سيصنع هنا ، وسنؤكد على الجودة التي تصر عليها الجهات الحكومية وفي مقدمتها الهيئة الوطنية للاستثمار ..

الغاز المنزلي

وبشأن مصادر الغاز الذي سيستخدم في الوحدات السكنية قال كيم "اننا في مباحثات مع الجهات ذات العلاقة ، وقدمنا بعض التصاميم للجهات المعنية بهذا الشأن ، وهذا الأمر هو مسؤوليتنا بالتأكيد ولكننا ما زلنا في طور المفاوضات" .. وعن طريقة بناء الوحدات السكنية بالتزامن مع تسليم المنجز منها، قال كيم " قسمنا المشروع الى مقاطع حيث سنبدأ بالمقطع A town والذي سيحوي 14 ألف وحدة سكنية ، وهو مقسم الى ستة أحياء (قطاعات)وسنبدأ بالحي A1 حيث باشرنا قبل بضعة أيام بدك أول ركيزة لأول عمارة سكنية في المشروع ، وهذا يعد حدثا تاريخيا بالنسبة لهذه المدينة ، وبعد الانتهاء من A1 سنباشر بالحي A2 وهكذا حيث سننجز وفق توقيتاتنا 80 وحدة سكنية يوميا بعدها ننتقل الى townB وبحسب التوقيتات الزمنية المتفق عليها حيث سيتم تسليم 20 ألف وحدة سكنية سنويا وعلى مدار خمس سنوات من عمر تنفيذ المشروع وسيكون لكل قطاع خزان ماء ضخم .

مركز الأعمال

وبشأن مركز المدينة المسمى "مركز الأعمال" قال كيم "ان مركز المدينة سيكون في آخر مراحل انجاز المدينة ، لأن أولوياتنا هي تسليم الوحدات السكنية التي ستتوفر بالقرب منها ضمنا الخدمات "الصحية، التعليمية ، التجارية، الترفيهية" وسيكون مركز المدينة في المرحلة الأخيرة من التشييد .. وعن ادارة المدينة أكد كيم ان شركة هنوا ستقوم بادارة المدينة على مدار 3 سنوات بعد انجازها في العام 2019 بالكامل على أمل تدريب شركة عراقية لتتولى ادارتها بعد ذلك ، أما بشأن بقائنا في العراق فان ذلك متروك لقناعة الجهات العراقية بأدائنا ، أما من ناحيتنا فاننا نرغب بالبقاء لتنفيذ مشاريع أخرى وخير دليل على رغبتنا في البقاء هو إنفاقنا لملايين الدولارات عبر بناء أكبر مشروع للخرسانة المسبقة الصب في الشرق الأوسط لا بل في العالم .
وقبل أن نغادر أرض بسماية فاجأنا كيم ورفاقه بسرعة طباعة صورنا التي التقطتها كاميرة مصور الشركة ، فقلت لـ"كيم" قبل أن أودعه "من يوعدنا بانتاج ثمانين وحدة سكنية يوميا لن يصعب عليه طباعة صور التقطتها كاميرته قبل أقل من ساعة؟" فرد قائلا"سنلتزم بما وعدنا به".
وتقع مدينة بسماية الى الجنوب الشرقي من مدينة بغداد وتبعد حوالي (10) كم عن حدود مدينة بغداد على الطريق الدولي الرابط بين بغداد- كوت. وعلى مساحة 1.830 هكتار، ومن المؤمل ان تستوعب حوالي 600.000 شخص واجمالي عدد الوحدات السكنية هو 100.000 وحدة. كما سيتم انشاء شبكة من البنى التحتية من كهرباء وماء وشوارع رئيسية، اضافة الى المرافق العامة ومنها المرافق التعليمية والدينية والترفيهية والتجارية، وايضا محطات معالجة المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي.