 
									 ثمانون مضت .. منذ أن أوقدت للحرية شمعة حمراء توهجت بحدقات السائرين في سبيلها، راسمة حلماً وردياً جميلاً للأجيال القادمة.. خاتمة آذار كانت البداية معلنة ميلاد مدرسة الفكر و بوابة التضحيات . في ذات اليوم الذي انعتق فيه الاله تموز من سجنه في عالم الظلام . أي مصادفة تلك و أي قدر رافدي عجيب هذا أن تكون الولادة و الانعتاق من رحم المعاناة و الالم، لتباركهما عذوبة نسائم ربيع العراق، معلنة انتصار الحياة و بدء مسيرة أرض الرافدين نحو الشمس.
ثمانون مضت .. منذ أن أوقدت للحرية شمعة حمراء توهجت بحدقات السائرين في سبيلها، راسمة حلماً وردياً جميلاً للأجيال القادمة.. خاتمة آذار كانت البداية معلنة ميلاد مدرسة الفكر و بوابة التضحيات . في ذات اليوم الذي انعتق فيه الاله تموز من سجنه في عالم الظلام . أي مصادفة تلك و أي قدر رافدي عجيب هذا أن تكون الولادة و الانعتاق من رحم المعاناة و الالم، لتباركهما عذوبة نسائم ربيع العراق، معلنة انتصار الحياة و بدء مسيرة أرض الرافدين نحو الشمس.
ثمانون .. من الفكر العلمي البعيد عن الطائفية البغيضة و التمييز العرقي و الديني و القومي و التعصب المذهبي الاعمى. غايته و هدفه الاسمى انسانية الانسان و المساواة الاجتماعية لجميع افراد الشعب، و ازاحة الحيف عن مظلومية المرأة و معاناتها و تمهيد مستقبل زاهر للطفولة المعذبة.
ثمانون .. و قوافل الشهداء السخية تملأ دروب النضال، لتجري سواقي الدماء الزكية بغزارة دونما توقف موازية لأمواه دجلة و الفرات، جعل واهبيها من حتوفهم (جسوراً للمواكب العابرة) الى ضفة يوم جديد.
ثمانون .. و معتقلات البطش الدموية السوداء تلتهم ايام المناضلين لتنسيهم رغد الحياة و ضياء الشمس، فزهدوا في كل شيء، و لم يعد يتملكهم سوى حب الوطن و التضحية من أجله، بعد أن انارت قلوبهم تلك الافكار النقية الطاهرة التي لا تبغي سوى رفعة الشعب و تطلعاته نحو الحرية، لتكون أغلالهم وقيودهم الثقيلة (مفاتيح مستقبل زاهر).
ثمانون .. و أهازيج المناضلين صداحه الصوت، سابحة مع مشاحيف الهور، رافعة المناجل معلنة سحق الاقطاع و الحط من جبروته، ليناجيها رصاص الانصار الأبطال في جبال كردستان الشماء متناغمة مع طبول الدبكات و صيحات الفرح لأحفاد (كاوة الحداد) و هم يحملون مطارقاً ثقيلة هشمت قصور (الضحّاك) و معيته الأقزام، موقدين مشاعل الحرية على القمم العالية، لتعلو معهم في شوارع و أزقة مدن الوطن هتافات الطلبة و العمال و الشبيبة اليافعة المطالبة بأسقاط الأنظمة الباغية و حكوماتها الطائشة التي استهترت بمصير الشعب.
ثمانون .. و المسيرة الباسلة متواصلة استحال انقطاعها، رغم المؤامرات و الاخفاقات و رغم ثقل الجراح و غورها . جيل يسلم غصن الأمل لآخر قادم بعده، ليظل الطموح يتجدد دوماً الى غدٍ لا بد أن (يحيينا أصيله على مهل) و أن طال الزمن.
يا صاحب الثمانين .. هرمت سنين الدهر لكنك تأبى المشيب، ليبقى برعم شبابك يانعاً معلناً ثورته على الزمن و دورته الأبدية، صارخاً هيهات أن تشيخ سنين النضال أو تثني الأيام أرادة المناضلين ..
طالما الصمود باق و عزيمة الغيارى راسخة ستبقى الهامات شامخة لا تنحني .. و سيبقى الطريق هو الطريق و الأمل هو الأمل .. بوطن حر أبي يعيش في ربوعه شعب فرح سعيد..