المنبرالحر

من ذاكرة الاربعين / ريسان الخزعلي

ونحن في عشيات الذكرى الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي المجيد، وما يسلتزم لهذه المناسبة العطرة من احتفاءات واحتفالات تتناسب مع جلال الذكرى في عقدها الثامن، تقفز الآن الى الذاكرة بعض المعالم الاحتفالية التي تمت في الذكرى الاربعين. ولأن الاربعين نصف الثمانين، والثمانين ضعف الاربعين، فان المقارنة تبدو واقعية من اجل مضاعفة البهجة.
في الذكرى الاربعين انطلقنا نحن طلاب الجامعة التكنولوجية مساءً متوجهين الى قاعة الخلد مشياً على الاقدام لمشاهدة الاحتفال المركزي الذي اقيم في هذه القاعة، الا اننا لم نتمكن من الدخول اليها، وطال الانتظار في الصالة الخارجية، الاّ ان الذي حصلنا عليه بعد انتهاء الحفل، مشاهدة المناضل عزيز محمد وهو يتأبط ذراع الجواهري الكبير خارجين من القاعة، وكان الجواهري قد ألقى قصيدة بالمناسبة ( سلام على...)، وهكذا علق هذا المشهد في الذاكرة حتى يومنا هذا.
اصدر الحزب بوسترات ملونة لرسومات الفنان المبدع فيصل لعيبي، وكذلك صورة للمناضل الشهيد فهد وهو يحتضن العلم العراقي، وقد وزعت كهدايا لكل من ساهم في الانشطة يومذاك، وما زالت محفوظة في بيوت الذين استلموها ذكرى وذاكرة.
تم اصدار الاعمال الشعرية الآتية:
* «تحت جدارية فائق حسن» للشاعر سعدي يوسف
* «الربّان» للشاعر ألفريد سمعان
* «سلاماً ايها الحزب» مجموعة مشتركة لشعراء الفصحى
* «قصايد للوطن والناس» مجموعة مشتركة للشعراء الشعبيين
* التذكير بالمناضلين الاوائل (شهداء وراحلين واحياء) من خلال نشر صورهم في جريدة «طريق الشعب»، في غاية لتوصيل الصورة الاولى الى اللوحة المستمرة.
* اقامة معرض للفنون التشكيلية، شارك فيه العديد من الفنانين التشكيليين التقدميين، وقد افتتحه المناضل الراحل زكي خيري بعبارته الشهيرة التي لا تزال عالقة في الذاكرة « الثوريون بدون فن يصدؤون».
* اقامة سفرة نهرية في دجلة على متن يخت كبير الى جزيرة ام الخنازير، حيث دُعي لهذه السفرة كل من ساهم في الانشطة الثقافية، اضافة الى بعض الكوادر المتقدمة، وما زالت صورة المناضل ابو كاطع عالقة في الذاكرة وهو يتوسط اليخت مردداً الاغنية المعروفة «يمه الحيدري»، اضافة لأغاني فؤاد سالم وانوار عبد الوهاب (حيث كانا حاضرين). وفي الجزيرة ادى الفنان فيصل لعيبي رقصته الصوفية وهو يحتضن شقيقته الفنانة عفيفة لعيبي.
* اقامة مهرجانات الاغنية السياسية التي ارتبطت بالحزب فكرةً وتأصيلاً فنياً، حيث ساهم الشعراء والملحنون والمطربون والجوقات باحيائها في اكثر من نقابة.
* فعاليات طلابية وشبابية ونسائية (رابطة المرأة)
* إصدار عدد خاص متميز جداً من جريدة «طريق الشعب»
ان الذاكرة لتنشط الآن في الاستعادة بعد اربعين عاماً (خطف العين تنخطف) من اجل ان يكون العيد الثمانون اكثر بهاءً وتداخلاً مع الاربعين نضالياً وابداعياً وتأصيلاً.
وبالعراقي، سبقني جليسي الذي سمع هذه الاستعادات بالقول:
«بالاربعين چانت هيچ.. لازم بالثمانين اتصير موله اجتماعية او ثقافية، والنوب كبل الانتخابات إبشهر.. هم عيد إو هم دعاية ولو ما بيها صوبات إو بطانيات!»