مجتمع مدني

بيان التيار الديمقراطي العراقي في استراليا في الذكرى الرابعة والتسعين لثورة العشرين

(ثورة العشرين) ، ثورة الشعب العراقيعانى الشعب العراقي من الإحتلال العثماني التركي على مدى أربعة قرون طويلة مظلمة عاشها تحت هذا الإحتلال البغيض أسوة ببقية الدول العربية ، حيث واجه طغيان السلاطين وحكم الباشوات بكل صبر، وخاض فيها نضال عنيد ضد سياسة التتريك وتحمل الضرائب والأتوات الجائرة وسياسة سلب أمواله وثرواته والإستيلاء على أراضيه فضلاً الى زج أبنائه في حروب دموية مع الدول الأخرى بإعتبارهم من أتباع الدولة العثمانية عن طريق الإجبار والسخرة وتسفيرهم الى سوح القتال (سفربرلك) .
وبعد إنتصار الحلفاء في الحرب العالمية الأولى على دول المحور ومنها الدولة العثمانية ، جرى تقسيم ممتلكات وأسلاب الدولة العثمانية على الدول المنتصرة ، وقبل ذلك دخلت القوات البريطانية العراق في أيلول عام 1914 من جهة الفاو –عبادان –البصرة وأستكملت إحتلالها للعراق في عام 1917. لقد كان الشعب يأمل بالإستقلال التام والناجز وإقامة الدولة العراقية المستقلة ، إلا أن الحلفاء وبالعكس من وعودهم للشعوب العربية بأنهم جاءوا محررين وليسوا محتلين ، قاموا بوضع العراق والدول العربية تحت الإنتداب حسب قرارات عصبة الأمم فأصبح العراق تحت الإنتداب البريطاني ذو النفوذ والقوة المهيمنة على عصبة الأمم وبالتالي أصبح العراق وثرواته النفطية الواعدة تحت الإحتلال العسكري المباشر. هذه القرارات رفضها الشعب العراقي بكافة قومياته وطوائفه وأديانه وطالبوا بالإستقلال التام ، ومن خلال التلاحم بين الشعب بكل قومياته وطوائفه وعشائره وأديانه أندلعت ثورة العشرين المسلحة في 30 حزيران /1920 ضد الإحتلال البريطاني وكان كل الشعب مشاركاً فيها من شماله الى جنوبه وفي كافة مدنه، معبراً عن وحدته الوطنية، و بالرغم من تفوق المحتلين بالسلاح و التدريب إلا أن قوات الثورة إستطاعت أن تشل قوات المحتلين وتكبدها خسائر فادحة .
وبالرغم من عدم تحقيق الثورة لأهدافها نتيجة لتفوق الجيش البريطاني وإستغلال نقاط الضعف فيها إلا أنها إستطاعت أن تحول دون تحقيق الخطط الموضوعة وهي تقسيم العراق وتهنيد مناطق الجنوب (أي إلحاقها بالحكومة البريطانية الهندية) ومنح الموصل الى فرنسا وعدم منح الإستقلال وحكم البلاد بإدارة عسكرية وإبقاء العراق في حالة تخلف مستمر والسيطرة على ممتلكاته ولكن ثورة العشرين أعادة المحتلين الى صوابهم والعمل على إقامة الدولة العراقية المستقلة وتحت نظام ملكي يكون من صنع المحتل وهذا ماجرى ، ولكن ثورة 14 تموز 1958 المجيدة إستطاعت أن تستكمل أهداف ثورة العشرين .
لقد كانت ثورة العشرين ، ملحمة بطولية ومثال للتضحية في سبيل حقوق الشعب والوطن ، وبرهنت على قوة الشعب عندما يتحد ويتحدى المستعمرين ولهذا ستبقى ثورة العشرين معين لاينضب للدروس والعِبر لكل المناضلين . وملهماً لكل القوى الوطنية والديمقراطية للعمل من أجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية الإتحادية الدستورية .
ينتهز التيار الديمقراطي العراقي حلول ذكرى هذه الملحمة النضالية المخلصة في هذه الأيام التي أشتدت فيها الهجمات الإرهابية الرعناء على العراق والعراقيين ليؤكد من جديد موقفه الواضح والصريح في الوقوف مع الشعب العراقي البطل وقواته المسلحة في مقارعتهم الإرهاب المبرمج الهادف إلى الرجوع بالوطن لعصور ماقبل التأريخ من أجل سيادة عوامل التخلف والجهل في الوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة لبناء دولة حضارية مدنية خالية من كل أنواع المحاصصات الطائفية.
المجد والخلود لثورة العشرين ثورة الشعب
المجدوالخلود لشهداء الثورة شهداء الشعب
عاشت الذكرى الرابعة والتسعين لثورة العشرين المجيدة .