مجتمع مدني

التعليم بين واقعنا الموضوعي والحاجة الى التطور / نعمة عبداللطيف

في ظل الواقع المؤلم الذي يعيشه عراقنا اليوم، يتحتم علينا النهوض بالمستوى التربوي والتعليمي، وجعله منطلقاً للأوضاع السياسية، وتثبيت الدور الفاعل للتربية السياسية في مجال التعليم، من اجل الوصول الى ما يأتي:

1- تعزيز الديمقراطية
2- نشر السلام الاجتماعي في ربوع الوطن.
3- تعزيز روح المواطنة، والولاء للعراق، وتثبيت حقوق الإنسان، ونشر الحريات الديمقراطية.
4- تأكيد ديمقراطية التعليم والزاميته قولاً وعملاً، بكل ما تتضمنه هذه الكلمة، من تكافؤ فرص، ومساواة بين الجميع.
5- هذه الأمور تتطلب منا خلق منظومة تربوية سياسية، لها خطابها الحديث الداعم للديمقراطية، والذي يحقق الأمن، والوحدة الوطنية والسلام في المجتمع العراقي، ولا يحدث ذلك إلا بتغيير المنظومة الفكرية الثقافية لصالح التنمية السياسية ونشر السلام الاجتماعي فكراً وممارسة.
6- وعندما نصل الى هدفنا الإنساني المنشود من خلال التركيز باستمرار على الفكر التربوي السياسي ووضع الخطط المدروسة لتربية سياسية من أجل السلام والديمقراطية، وصياغة رؤية مستقبلية لتعزيزهما في الفكر التربوي بمشاركة جميع التربويين والمثقفين، وأصحاب الفكر والقوى الوطنية الخيرة من اجل وضع عراقنا على طريق التقدم والرفاه والأمان.
ان الإنسان هو هدف التربية الأسمى، فبناء أفراد عمليين، أقوياء العقول والقابليات قادرين على الاستجابة لمتطلبات وطنهم ومجتمعهم، وعلى إفادة أنفسهم وتطوير شخصياتهم بالتعليم المستمر، وهو الهدف الأول والأخير للمنهج التربوي، الذي يمثل بدوره الفاعل والمؤثر في اكتساب الدارسين مقومات الوعي الوطني، وإعطائهم المعرفة الحقيقية بواجباتهم وحقوقهم على السواء، من خلال عرض العلاقة المتبادلة بين المنهج التربوي وقضايا السلام والديمقراطية والمواطنة والحريات.
* ان تربية الإنسان الحر تقوم على أساس الديمقراطية الخالصة التي يجب ان يساعد على بنائها المنهج الذي يتعلمه، فضلا عن القضايا الأكاديمية.
* وظائف التربية السياسية: أولا غرس الوعي السياسي والوطني في نفوس الدارسين، وإعدادهم لممارسة العمل السياسي ولهذا يعتبر أول أهداف تربيتهم هي جعلهم مواطنين صالحين لشعبهم ووطنهم يتحسسون قضاياه الوطنية والشعبية، ويمتلكون نظرة تقدمية لجميع أمور الحياة وشعور عال بالمسؤولية تجاه مستقبل وطنهم وشعبهم، يدينون التخلف والتعصب العنصري والطائفي بجميع مظاهرها.
ثانيا: من وظائف التربية السياسية غرس الإيمان بالديمقراطية كأسلوب في التعامل وطريقة الحكم، وتقديس السلام الاجتماعي بين أبناء الوطن، وبالمواطنة والانتماء للعراق والإخلاص له، يمتلكون القابلية ليكونوا قادة سياسيين، وكوادر مؤهلة لتولي المناصب السياسية، وقيادة دفة الحكم داخل الوطن في المستقبل، تحكم تصرفاتهم النزاهة وحب الوطن والإخلاص له.
* ومن هنا نجد الارتباط الوثيق بين المنهج التربوي الأكاديمي، والمنهج التربوي السياسي الذي يتمثل دوره بالقرارات التي تمس حياة أفراد المجتمع بلا استثناء، سواء أولئك الأفراد كانوا في التعليم ام خارجه. فالأساس التربوي للتربية السياسية لابد ان يؤسس على الوعي والفكر التربوي السياسي.
أهمية التربية السياسية: تشكل التربية السياسية، السبيل الامثل لتهيئة المناخ المناسب لتدعيم حرية الفكر وحرية التعبير في المدرسة وفي المجتمع، وبذلك تساهم في خلق وتأكيد قيم وسلوكيات وعادات ديمقراطية، قد تلازم الإنسان مدى حياته في تعامله مع الآخرين، فتحدد له ابعاد سلوكه الخاص، وبذلك تبرز التربية السياسية هوية المتعلم. وتساهم في تحديد معالم شخصيته، من حيث انتمائه للوطن، وتعامله مع الأحداث المحلية، وبالتالي يتحقق التماسك وانسجام بين افراد المجتمع الطلابي من ناحية، وبين المجتمع المدرسي والمجتمع الخارجي من ناحية أخرى، وهذا غاية ما نتمناه ونريده، إذ ينعكس على المجتمع بكامله، ويعزز وحدته وحريته وأمنه واستقراره، ويحقق مناخاً ديمقراطياً يصاحبه دعم كامل لحقوق الفرد. وخلال الأجواء الديمقراطية يتعود الدارسون وأبناء المجتمع كافة، على أساليب الحوار الديمقراطي، وتقبل الرأي والرأي الآخر، وتتحقق الوحدة الوطنية، والتجانس الاجتماعي، وبمرور الزمن تتكون قيم المواطنة الحقة، ويتحرر الدارسون من العقلية العشائرية والطائفية المقيتة والسلطوية، ويتولد وينمو لديهم اعتزاز بشخصياتهم، واحتقار للوساطة والطائفية المقيتة والسلطوية، ويتولد وينمو لديهم اعتزاز بشخصياتهم، واحتقار للوساطة والمحسوبية. كما ان الشبيبة عموما يستفيدون من الممارسات الديمقراطية وتتوطد لديهم قيمها وأساليبها.
* لقد أصبح لزاماً على كل الخيرين في عراقنا الحبيب، ان يعملوا بجد ومثابرة من اجل إصلاح نظامنا التعليمي، وتطويره، وتخليصه من التخلف المزمن الذي لازمه لسنوات طويلة بحيث انخفضت إنتاجيته، وتدنت مستوياته العلمية، وارتفعت فيه نسب الرسوب والتسرب إضافة لما أصاب مجتمعنا من تدهور في أهدافنا وقيمنا الأخلاقية والاجتماعية، وأصاب فئات منا نوع من التحلل الخلقي، فتفشت الرشوة، وطغت المحسوبية، وانعدم عند الكثيرين من أبناء مجتمعنا الشعور بالمسؤولية، وحلت محلها اللامبالاة والمباهاة بالنفوذ والسلطة، وسقطت اكبر مدن العراق، وهي الموصل وأجزاء من مدن أخرى تحت احتلال الإرهابيين.
* أننا نؤمن بالديمقراطية وقيمها كأسلوب في الحكم، وطريقة مثلى للتعامل بين البشر، وطريقة صحيحة وشريفة لانتقال السلطة بين الكتل السياسية، لا تضاهيها طريقة أخرى. لهذا نريد ان نعلم فلذات أكبادنا، منذ نعومة أظفارهم، حب النظام الديمقراطي ونعشق قيمه وأساليبه، لينعموا بالسلام والرفاه والأمان، لقد وجدنا كما وجدت شعوب العالم ان الديمقراطية وديمقراطية التعليم أفضل طريقة للنهوض بالعملية التربوية التعليمية، وربطها بالسياسة، وتثبيت دور التربية السياسية من أجل عزة الوطن، ورفع شأنه، ومن اجل السلام وأمن المواطنين.