مجتمع مدني

بلاغ صادر عن اجتماع المنتدى الثقافي العراقي في النرويج

عقدت الهيئة الادارية للمنتدى الثقافي العراقي في النرويج اجتماعاً لها في يوم 4-9-2014, وناقشت النقاط المثبتة في جدول العمل , وعلى ضوء الدراسة تم التوصل الى مجموعة من التوجهات , اضيف بعضها الى برنامج المنتدى كنشاطات ثقافية قادمة, وتوقف الاجتماع عند حالة الثقافة العراقية في المهجر التي يتطلب الاهتمام بها وتنميتها, واستقطاب اهتمام الجالية العراقية حول ثقافة شعبنا الوطنية التي تمثل الرأسمال الثابت لحضارة شعبنا العراقي المتعدد القوميات المتآخية والاديان والاتجاهات الفكرية .والى حاجة الجالية العراقية اليها , انها ثقافة الانفتاح والتسامح والتآخي والتضامن والتعددية والرافضة للظلم والهيمنة والاستئثار وللعنف والكراهية والشحن الطائفي , والداعية الى العيش المشترك في ظل سيادة الامن والامان والسلم الاهلي والحرية والعدالة والتقدم والازدهار. هذه هي بعض اهم قيم ثقافتنا الوطنية . والتي تمثل الرصيد الوطني لتعزيز النسيج الاجتماعي للمجتمع العراق ولضمان الوحدة الوطنية . وتوصلت الهيئة الادارية في اجتماعها الى رؤية مشتركة جماعية في عدد من النقاط الاخرى التي تم بحثها وتم الاتفاق على ادراجها في هذا البلاغ وهي التالي :
1-هنالك محاولات من قبل وزارة الثقافة العراقية لتأسيس مركز ثقافي عراقي في النرويج , وقد دعونا الى ذلك كمنتدى ثقافي في مذكرة تم رفعها الى رئيس الوزراء في عام 2011 . الجهة المكلفة من الوزارة لتأسيس المركز الثقافي في النرويج تهيئ الآن لأقامة مهرجان ثقافي فني في نهاية ايلول / 2014 , وتم رصد مبالغ مالية كبيرة جداً من الدولة لهذا النشاط , الذي طابعة استعراضي اعلامي .
رأينا كمنتدى ثقافي في المهرجان الفني المزمع اقامتة :
بحكم ارتباطنا الوثيق باوسع مكونات الجالية العراقية ووسطها الثقافي وشخصياتها الاجتماعية والاستماع الى وجهات نظرها وعلى ضوء دراستنا وقراءتنا الدقيقة للظرف الخطير الذي يمر به العراق , ولمعرفتنا بمزاج الجالية وظروفها وتطلعاتها توصلنا الى الرأي الدقيق التالي : ان المهرجان الفني الاعلامي الاستعراضي المزمع اقامته ان وقته غير ملائم الآن , والجميع يعرف تماماً ان وطننا وشعبنا يمران في مرحلة عصيبة وخطيرة جداً . بعد ان قام ارهابيوا داعش بأحتلال مدينة الموصل ومدن عراقية اخرى , بدون أي مقاومة , وأعلنت ما يسمى دولتها الاسلامية , وقامت بممارسة ابشع اساليب الاضطهاد والتعذيب والقتل ضد ابناء شعبنا العراقي من مسيحي الموصل والأزيديين والاكراد والتركمان والشبك وغيرهم من ابناء شعبنا , وكانت معاملتها للنساء بأقصى حالات الهمجية والوحشية والأجرام, وفرضت قوانينها الأجرامية اللاانسانية القائمة على الاعدامات الجماعية وقطع الرؤوس , والاجبار على القبول بالاسلام المتطرف او دفع الجزية او الموت , عدا ان داعش قد هدمت الكنائس والمعابد والجوامع والآثار التأريخية لحضارة العراق .وسبب ارهاب داعش بنزوح اكثر من مليون ونصف عراقي الى كوردستان العراق , ولهذا ظهرت لأول مره في تأريخ العراق مشكلة ابادة قوميات عراقية أصيلة ومشكلة النازحين , الذين غالبيتهم الآن افترشوا شوارع وساحات وحدائق وكنائس ومساجد اربيل اضافة الى الخيام . وارتباطاً بموضوع الحفل الفني الاعلامي الذي تفكر الدولة لأقامته : نرى ومعنا في الراي الغالبية من ابناء الجالية ومثقفيها ان ابناء قوميات شعبنا من ضحايا داعش هم اليوم بحاجة ماسه للتضامن معهم وتخفيف معاناتهم , وتقديم الدعم المالي والمعنوي والاعلامي وكسب التضامن الدولي مع قضيتهم , وتقديم لهم المساعدات الضرورية العاجلة للحفاظ على حياتهم ولتجاوز الأزمة الخطيرة , وعودتهم ثانية الى بيوتهم بعد القضاء على داعش وارهابها ودولتها المزعومة .
من هنا يأتي موقفنا نحن ليس ضد المهرجان الفني نحن ندعوا اليه و نشارك به وندعمه بقوة ولكن تؤكد المعطيات على الارض ان وقته غير مناسب الآن . وان الظرف الخطير الذي يمر به وطننا بحاجة الى نشاطات ثقافية تضامية ضد ارهاب داعش دون بذخ مالي كبير من اموال الدولة, وتعزيز الوحدة الوطنية , وتوحيد الكلمة والتعاضد والتضامن بين ابناء الجالية , ونبذ الشحن الطائفي ومحاربة الفكر المتطرف .
2- وطالما ان الامر يتعلق بالثقافة العراقية الوطنية , فأننا مع اقامة ايام للثقافة العراقية وتعريف الوسط النرويجي بالارث الثقافي والحضاري الانساني لشعبنا العراقي, فأن هكذا مهرجانات وطنية في المهجريتطلب اقامتها من خلال تعاون وتنسيق مشترك , حيث يوجد في النرويج مجموعة من التجمعات الثقافية والنوادي الاجتماعية والتي مضى على تأسيس بعضها اكثر من خمسة عشر عام , ومسجله في الدوئر النرويجية المعنية بهكذا نشاط . فأن الالتقاء بين ممثلي هذه التجمعات وممثلي المركز الثقافي المدعوم من الحكومة العراقية الذي هو في قيد التاسيس , ووضع توجه او برنامج مشترك لأقامة مهرجان ثقافي لعدة ايام هو خطوة هامة نحو تجميع القوى وتعزيز الوحدة الوطنية في الخارج . ان الجالية العراقية في المهجر هي صورة مصغرة لشعبنا العراقي , فأنها متعددة القوميات والاديان والتيارات السياسية والفكرية فهي متنوعة ولا يجمعها لون واحد , او مركز لم يؤسس بعد ووجهته غير واضحة سوى انه مدعوم من الدولة العراقية . من هنا تكمن اهمية التنسيق بين هذه التجمعات الثقافية والاجتماعية عند التفكير بأقامة ايام للثقافة الوطنية العراقية , وليس بأمكان جهة واحدة ذات لون ان تنهض بهذا الدور .
3- وارتباطاً بالتوجه لتأسيس مركز ثقافي عراقي , يرى المنتدى الثقافي العراقي ان الآلية الصحيحة لأقامة مركز ثقافي في النرويج ,تكمن اولاً بالدعوة الى اجتماع علني يحضره ممثلين عن التجمعات الثقافية والاجتماعية في النرويج , اضافة الى شخصيات مهتمة في النتاج الثقافي والفني والأدبي , وثانياً تتم صياغة ورقة تتضمن توجهات عمل واضحة اي برنامج للنشاط الثقافي بكل حقوله , وثالثاً يتم تشكيل هيئة ادارية في الاجتماع للمركز الثقافي وتتكون عضويتها من ممثلي التجمعات الثقافية والاجتماعية , ومن شخصيات ثقافية متميزة , مع احتفاظ هذه التجمعات باستقلاليتها وعضوية منتسبيها ونشاطاتها , بهذه الآلية نحافظ على ثقافتنا الوطنية العراقية في المهجر , ونعرف الراي العام النرويجي بأصالتها وانسانيتها وتقدميتها , وبهذه الآلية نؤسس المركز الثقافي . وليس بآلية الاغراءات المعروفة البعيدة عن الثقافة وعدم الوضوح بالتوجه. ان الثقافة الوطنية والمثقف الوطني لا يلغيان الآخر , وكلاهما يشكلان العامل الاهم في تعزيز الوحدة الوطنية وبناء الدولة الديمقراطية لعراق اتحادي فيدرالي وتطويرها , وفي تشكيل الوعي الاجتماعي الوطني وقيم المواطنة .
هذه هي النقاط التي تم الاتفاق على نشرها في البلاغ .
مع التحيات .
الهيئة الادارية للمنتدى الثقافي العراقي
في النرويج
6-9-2014