مع بداية العام الدراسي الجديد ، تتجه جموع التلاميذ والطلبة من ابنائنا الى اروقة مدارسهم ، تملأ نفوسهم الفرحة وتزين وجوههم الابتسامة البريئة املين من عامهم هذا ان يكون عاما يحققون فيه آمالهم بالتزود بالعلم والمعرفة والخبرة وكل ماهو مفيد ونافع وبالتالي يحصدون النجاح الذي هو امنية كل التلاميذ والطلبة .
اقول ما نتمناه لاجيال الغد الذي ينتظرهم الوطن ليساهموا في بنائه التقدم به الى مصاف الدول المتطورة ، اقول ما نتمناه ان تكون بنايات المدارس على اختلاف مراحلها بمستوى بنايات المدارس في دول الخليج على الاقل التي بدات مسيرتها بعد عراقنا الحبيب من حيث البناية العصرية بكل ما تحتاجه من اقسام تضم الصفوف النموذجية والمختبر والمكتبة والمرسم والحديقة وساحة الالعاب والاثاث والحانوت، اضافة الى المناهج الدراسية التي تواكب التطور العلمي وتهيئة الكتب والقرطاسية والوسائل التعليمية مع الاعداد الجيد للمعلم والمدرس اللذين يشكلان العنصر الاساسي والمهم في العملية التربوية، فكلما كان المعلم اوالمدرس متمكنا من الناحية العلمية وطرائق التدريس وحسن التعامل مع التلاميذ والاخلاص في اداء الواجب المناط به وتعاونه مع زملائه في المهنة التعليمية والتدريسية كلما كان ادائه رائعا ومنتجا ، فدور المعلم في العملية التربوية كبير وخطير وللمعلم والمدرس مكانة مرموقة عندنا قبل العالم الذي سبقنا اليوم في مجال العلم والمعرفة، اما ان لنا اليوم ان نترجم الى سلوك مهني واخلاص في تحول مدارسنا الى رياض تنبت وتعطي كل خير وعطاء ثر وكما قال الشاعر :-
نحن قوم نرى المفاخر إلاّ من طريق العلوم ثوباً مُعارا
إنما هذه المدارس روض يُنبت المجد والعلا والفَخارا
نضُرت هذه المدارس روضاً من بني القوم مُنبتاً أزهارا
ومع الاسف الشديد فان واقع التعليم قد تدهور في السنوات الاخيرة في جميع مفاصله ، لذا على الحكومة الجديدة ان تخصص في ميزانيتها الحصة الاكبر للتعليم اسوة بتلك الدول التي اتبعت هذا الاسلوب كاليابان وماليزيا وغيرها ولعدة سنوات حيث حققت المستوى الراقي في التطور والرقي. وهذه الدول المتقدمة لم تصل الى التقدم والرقي في كافة المجالات لولا اهتمامها بالعلم والعلماء . فالعراق منار الشرق في الماضي وسيبقى كذلك لانه صاحب الارث الحضاري العظيم الذي منحه للدنيا وحري بابنائه ان يكونوا بالمستوى الذي نتمناه وبالقدرة التي ينهض به للحاق بدول العالم المتقدم ، كما يتطلب من الحكومة الاهتمام اكثر بتوطين الطلبة النازحين في مدارسهم الجديدة وتوفير كل مستلزمات الدراسة لهم وجعلهم يندمجون ويقبلون على الدراسة بنفسية مرتاحة ومملؤة بالثقة والامل وكذلك معالجة مشكلة الابنية المدرسية المهمولة وتوفير البدائل السريعة فالعراق بلد غني وشعبه الكريم اولى بالرعاية ابناؤه هم بناة المستقبل واملنا كبير في وزارة التربية بان يرتقي اداؤهم الى مستوى المسؤولية ويكونوا مستوعبين لظروف البلد الصعبة التي يمر بها وخاصة وان الكثير منهم ممن عاش وشاهد نهضة دول العالم ال?تقدم ودرس تجاربها لرسم الطريق المناسب لظروفنا الخاصة التي نمر بها ولاننسى ان نؤكد على الاهتمام ايضا بالرعاية الصحية للتلاميذ والطلبة والعاملين في المدارس وتبصيرهم وتثقيفهم بالثقافة الانسانية وحقوق الانسان للوقوف بوجه ثقافة الارهابيين والعنف والطائفية وتحصينهم بكل مايعزز في نفوسهم حب الوطن ووحدته وغرس روح المحبة والتسامح ونبذ التفرقة والحركات التكفيرية والارهابية .
تحية لكل رسل التربية والتعليم من المعلمين والمدرسين الافاضل وهم في رحاب العلم والمعرفة وامنياتنا للتلاميذ والطلبة بالنجاح وعاما دراسيا سعيدا لكم ياجيل الغد المشرق السعيد فانتم ثروة البلد وامله المنشود فمرحبا بكم ومرحبا بالعام الدراسي الجديد واهلا وسهلا به ، فبالعلم والمعرفة ندحر الارهاب وافكاره المتخلفة.