مجتمع مدني

التعليم والديمقراطية وأبعادهما على العملية التعليمية / نعمت الأغا

تحتل قضية الديمقراطية والتعليم المكانة البارزة في الفلسفات والأهداف والسياسات التربوية قديما وحديثا، فبالإضافة الى أبعادها التربوية والتعليمية لها أبعادها الثقافية والاجتماعية والسياسية .
ويمكن القول ان هناك ثلاثة ابعاد رئيسية لقضية الديمقراطية والتعليم هي :-
1- ديمقراطية التعليم: وتعني بها عدالة مسيرة النظام التعليمي ، ومقدار تكافوء فرص الالتحاق به ، والارتقاء فيه .
2- الديمقراطية في التعليم : والمقصود بها الكيفية التي يسير بها النظام التعليمي وادارته باساليب ومعايير ديمقراطية.
3- تعليم الديمقراطية : بمعنى تنمية قدرات وامكانات الدارسين ومهاراتهم في الممارسات الديمقراطية وقيمها .
ففي البعد الاول وهو ديمقراطية التعليم يتم وضع الاطار العام للنظام التعليمي وتطوير التشريعات التي ترسم بنيته ، وتحدد مكوناته واساليب تمويله ، وتنظيم مدخلاته وعملياته وممارساته، ويحقق من تكافؤ فرص للمتعلمين لها اثرها على تنمية شخصياتهم الى اقصى ما تؤهله قدراتهم متحدين الوضع الاقتصادي والاجتماعي من التاثير عليهم . وهذا التفسير لديمقراطية التعليم يتطلب العناية بالفروق الفردية للمتعلمين ليتمكن التعليم من تنمية شخصية المتعلم الى اقصى ما تستطيعه قدراته. بحيث يشمل توفير رعاية خاصة للموهوبين والمتفوقين والمبدعين من جهة . ولبطيئي التعلم وذوي الاحتياجات الخاصة من جهة ثانية
اما البعد الثاني وهو الديمقراطية في التعليم فهو الذي يوفر البيئة المناسبة والمناخ الصالح للحث على التفكير الناقد ويهيىء الاجواء المساعدة على التعلم الفعال والابداع لدى الدارسين .
والديمقراطية في التعليم نوع من ادارة النظام التعليمي ، وتنظيمه وهيكلته اداريا وتنظيميا ومدرسياً باسلوب ديمقراطي يضمن ما يلي: أ المشاركة المؤسسية ، والتفاعل مع جميع الفئات ذات العلاقة بالعملية التربوية داخل النظام التعليمي وخارجه.
ب- اضافة الى ما يعنيه ذلك من اعتماد الممارسات الديمقراطية من قبل جميع الفئات المعنية بالنظام التعليمي ، وتطوير التنظيمات والاتحادات والجمعيات الطلابية ، وتقليص القيود الامنية والسياسية في هذا المجال .
اما البعد الثالث المتعلق بتعليم الديمقراطية ، والذي يزود المتعلم بالمفاهيم والمعلومات والاتجاهات والقيم الخاصة بالديمقراطية بواسطة نشرها في الاجواء المدرسية بمساعدة جميع التشريعات والانظمة والممارسات الحياتية بين الدارسين والمعلمين والاداريين وشغيلة المجتمع المدرسي ، وهذه كلها تساعدهم على تعلم ممارسة الحياة الديمقراطية والمساهمة الفاعلة في بناء المجتمع الديمقراطي .
وعندما تتمثل ديمقراطية التعليم بعدالة النظام التعليمي وتكافؤ فرص الالتحاق به ، والارتقاء فيه بالنسبة للدارسين ، وعندما يسير النظام التعليمي بكاملة على اسس الديمقراطية في التعليم ، بحيث يبنى النظام التعليمي وادارته ، ويجمل الاساليب المتبعة مع طلبتة في تدريبهم ، وقيادتهم وضبطهم ، والتعامل معهم ، مبنيا على معايير ديمقراطية . جاعلين من تعلم الديمقراطية للطلبة غاية سامية وهدفا نبيلا يغرس في نفوسهم انواع المهارات في الممارسات الديمقراطية ، التي تجعل الخريجين قادرين على المساهمة الفعالة في بناء مجتمعهم الديمقراطي المنشود.