بدعوة من الاحزاب الكردية المختلفة، شاركت منظمة يولاند لحزبنا الشيوعي العراقي في التجمع الحاشد المناهض لداعش، الذي اقيم امام دار بلدية مدينة آرهوس، وقد مثل المنظمة مجموعة من رفاقها، وبعض الاصدقاء.
شاركت الجالية الكردية بمختلف تلاوينها السياسية في هذه الفعالية، وضمت احزاب كردية من العراق وتركيا وايران، وسوريا، كما وشاركت لجنة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري، بالاضافة الى حضور عدد من ممثلي الاحزاب الدانماركية.
ففي الساعة الواحدة بعد الظهر تجمع الحشد في المكان المقرر، الذي غطته اعلام وشعارات وصور مختلفة، ثم انطلق الحشد في مسيرة طافت شوراع المدينة، وبعدها عاد الى مكان الاحتفال الرئيسي، حيث بدأت الخطب والكلمات، وكلها تستنكر وتدين جرائم داعش، وتطالب بدعم دولي اكبر للقضاء على هذا السرطان.
وساهمت منظمة حزبنا بكلمة قرأت في الاحتفال ، القتها الصديقة ام سوزان.
كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في يولاند / الدانمارك
التصدي لإرهاب داعش ودحره
لقد تمكنت عصابات داعش الارهابية من السيطرة على محافظة الموصل، والتمدد في محافظات اخرى، مرتكبة جرائم وحشية مروعة، دللت على همجية وظلامية هذا التنظيم، وقد شملت باجرامها العرب والكرد والتركمان والايزيديين والمسيحيين (من الكلدان السريان الآشوريين) وغيرهم، واضطر مئات آلاف المواطنين الى ترك منازلهم، والنزوح بحثا عن الامان في اوضاع مأساوية ومعاناة مستمرة، فتحولوا الى لاجئين في وطنهم.
ولم يكن ما حصل من دون اسباب ومقدمات سياسية وعسكرية واجتماعية، كما لم يكن بعيدا عن النهج الخاطيء الذي كان ولا يزال، معتمدا في ادارة البلد، ونعني به المحاصصة الطائفية والاثنية في تشكيل الحكومات المتعاقبة، وفي طريقة التعامل مع القوى السياسية، ومع المحافظات، وبناء المؤسسة العسكرية والامنية، وحالة التشنج والقطيعة بين الحكومة الاتحادية والاقليم.
وقد حفز ذلك على تنامي مظاهر التصدي الشعبي لهذا السرطان، فكانت جموع الحشد الشعبي، ومشاركة البيشمركة الكردستانية، ورفاقنا الأنصار في الجهد المقاوم، والتحرك الدولي الداعم، التي ساعدت جميعا على وقف التدهور في المعنويات، خصوصا في صفوف القوات الامنية، والصمود، ولاحقا دحر داعش في العديد من المناطق.
ولا شك في ان الدعم الدولي كان له دوره في هذا السياق، نظراً لخطورة داعش محليا واقليميا ودولياً، إلا انه
هناك الكثير مما يتوجب على العامل الدولي فعله، ومنه التوجه الجاد لتجفيف منابع الارهاب على جميع الاصعدة. إلا ان المهمة الاساسية والملحة، تتجسد في تفعيل العوامل الوطنية العراقية الداخلية، وللاستفادة الامثل من هذا الدعم الواسع والمتعدد، الاقليمي والدولي، بما يدعم الجهد الوطني العراقي، وتعظيم الاستفادة من الحشد الشعبي، واصبح من الواجب والملح رعاية ودعم عناصر المقاومة المتنامية في المناطق التي يسيطر عليها داعش، خصوصا وان الغالبية العظمى من ابناء تلك المناطق تعاني الامرين على يد التنظيم الارهابي.
ويبقى في المقدمة واجب السعي الى اعادة بناء المؤسسة العسكرية - الامنية، وتخليصها من ثغراتها ونواقصها، واقامتها على اسس سليمة ، وابعاد عنها العناصر الفاسدة والمرتشية وغير الكفؤة، والتفكير في تهيئة مستلزمات العودة الى التجنيد الالزامي.
ان داعش خطر داهم يهدد الجميع، وان التصدي له يتطلب الانفتاح على تشكيل اوسع جبهة تناهضه، وبناء تحالف وطني داخلي متين، عبر عقد مؤتمر وطني يكون وعاءً ومرشدا لتحقيق مصالحة حقيقية. وفي هذا السياق تاتي آنية الحاجة الى معالجة ملف العلاقة بين الحكومة الاتحادية والاقليم، ، كما ان المعركة المحتدمة ضد داعش تستوجب دعم البيشمركة، والتعاون والتنسيق على مختلف المستويات.
ويتوجب خوض معركة فكرية - سياسية - اعلامية على الصعد كافة، لفضح داعش ودوافعه والتصدي لدعاياته ومنهجه التدميري، فهزيمته على هذا الصعيد ذات اهمية اساسية في الاجهاز النهائي عليه.
منظمة الحزب الشيوعي العراقي في يولاند
2014.11.01