مجتمع مدني

رسالة هيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق للمجتمع الدولي حول مأساة سكان سهل نينوى وجبل سنجار

سلم كل من كامل زومايا والناشط السياسي والاعلامي حسو هورامي رسالة هيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق رسالة للمكتب العام للامم المتحدة في جنيف العاصمة خلال انعقاد الدورة السابعة للمنتدى الدولي المعني بقضايا الاقليات وما تواجه من العنف والجرائم الوحشية الموجهة لها للفترة 25 و26 تشرين الثاني 2014 وتضمنت رسالة الهيئة شرحا بما تعانيه المكونات العراقية في ظل الانفلات الامني وسقوط نينوى بيد القوى الظلامية وما يتعرض له بشكل خاص الايزديين والمسيحيين والشبك والكاكائيين ، كما طالبت الهيئة برسالتها بضرورة إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لتوفير منطقة حماية دولية أو منطقة آمنة وبحماية دولية لمنطقة سهل نينوى وسنجار كضمان لعودة المهجرين من أبناء شعبنا الى مدنهم ، كما اشارات بضرورة اتخاذ قرار دولي فوري بشأن الإغاثة الإنسانية الفورية الى جانب المساعدات القليلة التي وصلت من هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الانسانية العالمية للمهجرين الايزديين والمسيحيين والشبك النازحين من مدينة الموصل ومنطقتي سهل نينوى وسنجار الى إقليم كوردستان، واكدت الرسالة بوجوب اصدار قرار دولي باعتبار مناطق سهل نينوى وسنجار مناطق منكوبة وما يستلزم ذلك من التزامات للتعويض عن جميع الخسائر المادية والمعنوية ، كما طالبت هيئة الدفاع عن الديانات والمذاهب في العراق المجتمع الدولي بتشريع قرار دولى باعتبار الجرائم التي ارتكبها جماعات داعش الارهابية بحق الايزديين و المسيحيين جرائم إبادة جماعية
والجدير بالذكر يشاركون في المنتدى ممثلو الدول الأعضاء، وآليات الأمم المتحدة وهيئاتها ووكالاتها المتخصصة وخبراء وأشخاص منتمون إلى أقليات من مختلف أنحاء العالم.
واليكم نص الرسالة المقدمة لمكتب الامم المتحدة في جنيف من قبل كل من كامل زومايا عضو الامانة العامة لهيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق والناشط السياسي والاعلامي حسو هورامي
السيدات السادة الحضور المحترمون
تحية ننقلها إليكم من ميادين الألم والفاجعة حيث نكبات الإنسانية تتوالى يوميا وفي كل ساعة
إن آلاف الضحايا من المحاصرين في سنجار يستغيثون بكم كيما تنطلق جهودكم من أجل فتح الممرات الآمنة لانسحابهم من العراء ونجاتهم بجلودهم \ بأنفسهم ليلتحقوا على أقل تقدير بالنازحات والنازحين الموجودين بمخيمات أقل سوءا مما يتهددهم من مجرمي داعش ومن آفات الأرض الجبلية المتوحشة..
إن آلافا أخرى من المختطفات اللواتي يعانين من جرائم الاغتصاب والمتاجرة بهنّ في سوق النخاسة حيث يتم بيعهن بأبخس ثمن بصفة سبايا القرون المظلمة عبيدا في زمن الحرية!
كما تنادينا مئات آلاف الأصوات من النساء والأطفال والشيوخ الموجودين في مراكز إيواء تفتقر لأبسط المقومات بخاصة والشتاء على الأبواب يتحملون مختلف أشكال المعاناة
من هناك حيث جرائم التطهير العرقي والديني وحيث جرائم ضد الإنسانية ننقل إليكم صرخات استغاثة ترجوكم أن تكونوا منبرا الوعد والعهد كي تتبنوا يوما يمكنه أن يتحول إلى الرد الهادر أمميا على ما يجري من جرائم تمثل اليوم وصمة عار بوجه الإنسانية والعالم المتحضر إذا ما تركناهم بسلبية مقيتة
نناديكم ونحن نثق بأنكم ستتبنوا مشروعنا بوصفه خطوة إنسانية مهمة تسمو بالضمائر وترتقي إلى حيث المهمة المؤملة فيكم
تبنوا اليوم العالمي لإنقاذ شنكال 0912-2014 وتحريره من العبودية ومن كل الجرائم المستنبتة من زمن كهوف الظلام والتخلف والهمجية
نضع مقترح مشروعنا بين أيديكم بكل ثقة بتوجهاتكم الإنسانية كيما نعزز فرص الدعم والمناصرة والتضامن
ميدانيا حيث قرابين الحياة الإنسانية تتساقط تحت مجنزرات العذاب فلا تتركوهم لوحدهم ولنكن هناك بهذا اليوم العالمي ونكون الدواء والعلاج للجراحات الفاغرة
لا يخفي على مؤتمركم الموقر التحديات التي تواجهها "الأقليات " والتي ابتداءت بعمليات التغيير الديموغرافي لمناطقه في ظل النظام الديكتاتوري البائد ، الا ان التغيير الديموغرافي الذي حصل بعد انهيار النظام الديكتاتوري البائد كان اشد بأسا وفقدان الأمل في البقاء بسبب عوامل عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر إهمال البنى التحتية والتصحر لمناطقه الزراعية التي تعد سلة العراق، إضافة الى عمليات الابتزاز التي مورست على أبناء شعبنا الأعزل وهنا أتطرق إلى المكون المسيحي و الذي كان ومازال الحلقة الضعيفة في المشهد السياسي العراقي وكان من نتائجه نزيف الهجرة المخيف بين صفوف أبناء شعبنا فقد كان عدد نفوسنا قبل العام 2003 اكثر من مليون ونصف مواطن واليوم اقل من 400 الفا اي أن نسبة الهجرة بلغت قرابة 70% وأحيطكم علما انه بعد أحداث الموصل وبلدات سهل نينوى الأخيرة والتي هُجر فيها حوالي 150 الف مسيحي إلى محافظات إقليم كوردستان ومن ثم هاجر ما يقارب 30 الفاً لحد الآن خارج العراق بحثا عن الأمان بسبب فقدان الثقة وهاجس الخوف من المستقبل وبسبب الأوضاع المتردية وعدم وجود امل في الرجوع الى بلداتنا وقرانا وعدم الاهتمام الكافي من قبل الحكومة العراقية وإقليم كوردستان لمعاناة شعبنا الذي يفترش الأرض ويلتحف السماء تحت خيم بائسة وسوء الاحوال الجوية وعدم كفاية المساعدات الإنسانية التي تصله بالرغم من المناشدات الكثيرة واليومية المستمرة من قبل رجال الدين و الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني للحد من معاناتهم كلها عوامل تجعله اسير الهجرة وهذا ما تتمناه قوى الظلام والميليشيات التكفيرية وكذلك كل من ساهم ومازال يساهم في تفريغ محتوى الدولة العلماني وترسيخ المحاصصة والطائفية باسم التوازن من خلال أقصاء وتهميش المكونات الصغيرة العدد منها شعبنا الكلداني السرياني الآشوري المسيحي .
وبالنسبة للمكون الايزيدي البالغ عدده ما بين 500000- 700000 نسمة يقطنون العراق منذ القدم في منطقة سنجار غرب الموصل ومنطقة شيخان يعتنقون الديانة الايزيدية ( المشتقة من الكلمة الفارسية أيزيد اي الملك او الاله) فهم عبدة الله، وهي ديانة غير تبشيرية قديمة تؤمن بإله واحد وهو الله، لا يعتنقها إلا من كان من ابوين أيزيديين فقط،، تعاليم الدين الايزيدي تعتمد على ثقافة شفاهية لكثرة ما تعرضوا اليه من تهجير وتدمير تم تهجيرهم 73 مرة عبر التاريخ و في 03-08-2014 محاولة تهجيرهم ال74. عانى الايزيديون الكثير من الظلم والتعسف طيلة حكم العراق الوطني وهضمت حقوقهم الدينية والاجتماعية بسبب الكراهية وقلة الدراية بديانتهم واجبارهم على تغيير هويتهم القومية دون مبرر او ثوابت تاريخية.
بعد 2003 لم تنتهي معاناة الاخوة الايزيدين من الاضطهاد والعدائية والكراهية بل تعرضوا الى العديد من الهجمات والتفجيرات من اجل قتل اكبر عدد منهم وتدمير أماكنهم وتهجيرهم من أجل التغيير الديمغرافي والتطهير العرقي. لذا
كان لدى المواطن الايزيدي شعور بالاضطهاد والتهميش يلازمه، كما يرافقه شعور بالقلق وعدم الاطمئنان والامان لزيادة التأجيج الطائفي الذي كان يغزو المنطقة وغياب القانون والعدالة ومحاسبة المذنبين.
ما حدث يوم 03-08-2014 يوم دخول ارهابيين داعش او ما يسمى بالدولة الاسلامية الارهابية منطقة سنجار، وتهديدهم بالإبادة الجماعية في حالة عدم استجابتهم لمطاليب الدولة الاسلامية وهي عليهم ترك دينهم واعتناق الاسلام بالقوة او القتل بحجة أن الايزيدين كفرة وعبدة الشيطان وأن قتلهم حلال. مما دفع بأعداد كبيرة تقدر ب 350000 شخص الى ترك بيوتهم بما فيها من ممتلكات، والتجأوا الى الجبال الجرداء بما يقدر 140000 شخصا، توفي ما يقارب 2600 منهم بسبب الجوع والعطش وشدة سخونة الجو اغلبهم من الاطفال وبسبب نقص الدواء توفي الكبار، كان الطريق الى الجبال متعب ليس باليسير مما دفع البعض من ترك اولادهم وخاصة المعاقين منهم، اما من بقي في المنطقة فتعرض الى القتل والذبح حيث تم دفن الاحياء منهم وقتل 1800 في يوم واحد من الرجال و370 من النساء والاطفال الذكور تحت سن 14 سنة وأسرت نسائهم وخطفت الفتيات ما يقارب 2470 و بيعهن في سوق النخاسة كسبايا القرون الوسطى تحت مرى ومسمع العالم أجمع.
إن افراغ الموصل وبلدات شعبنا في سهل نينوى من مسيحييها يعتبر تطهيرا وابادة جماعية إن ما يتعرض له المسيحيون والاخوة الايزيدية والشبك والكاكائيون في العراق على ايدي عصابات داعش الارهابية جرائم بشعة تندرج تحت جرائم التطهير العرقي والابادة الجماعية للأقليات في العراق هدفها الابادة الجماعية للأقليات التي تمثل مكونا اساسيا من مكونات المجتمع العراقي ذات الاطياف والاديان والقوميات المتعددة والمتعايشة على ارض الرافدين منذ الالاف السنين
ولابد من التذكير ان المادة 8 من اعلان الامم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الاصيلة الذي اعتمد بموجب قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 295/61 والمؤرخ في 13 ايلول 2007 بمايلي
1- للشعوب الأصلية وأفرادها الحق في عدم التعرض للدمج القسري أو لتدمير ثقافتهم.
2- على الدول أن تضع آليات فعالة لمنع ما يلي والانتصاف منه:
(أ) أي عمل يهدف أو يؤدي إلى حرمان الشعوب الأصلية من سلامتها بوصفها شعوبا متميزة أو من قيمها الثقافية أو هوياتها الأثنية؛
(ب) أي عمل يهدف أو يؤدي إلى نزع ملكية أراضيها أو أقاليمها أو مواردها؛
(ج) أي شكل من أشكال نقل السكان القسري يهدف أو يؤدي إلى انتهاك أو تقويض أي حق من حقوقهم؛
(د) أي شكل من أشكال الاستيعاب أو الإدماج القسري؛
(هـ) أي دعاية موجهة ضدها تهدف إلى تشجيع التمييز العرقي أو الإثني أو التحريض عليه.
كما نود ان نذكر بما التزم به العراق كدولة لكسب استقلاله والانضمام الى عصبة الأمم في عام 1932 حيث الزم العراق نفسه بأنه سيحمي حقوق الاقليات ، ليكون بذلك أول دولة غير اوربية سباقا بهذا الالتزام ، كما تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والتي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون الاول / 1948 والتي دخلت في حيز التنفيذ في كانون الثاني 1951
ولا بد ان نشير ان العراق في عام 1971 كان من بين أول الدول في العالم التي تصادق على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية، حيث تم تبنيه في كانون الاول 1966 وتم المصادقة عليه من قبل العراق في كانون الثاني 1971.
وللتذكير ، تؤكد المادة 26 من العهد الدولي " يحظر التمييز على أساس العراق والدين او اللغة، وفي المادة 27 والمخصصة لحقوق الاقليات يؤكد العهد الدولي والذي وقع عليه العراقي كدولة( لايجوز ، في الدول التي توجد فيها أقليات أثنية او دينية او لغوية ، ان يحرم الاشخاص المنتسبون الى الاقليات الدينية المذكورة من حق التمتع بثقافتهم الخاصة او المجاهرة بدينهم و اقامة شعائره او استخدام لغتهم ، بالاشتراك مع الأخرين في جماعتهم ).
كما التزم العراق كدولة بحماية حقوق الأقليات بالتوقيع على الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري الذي تم تبنيه في كانون الأول 1965 في الجمعية العمومية وتم التوقيع عليه من قبل العراق في كانون الثاني 1970.
السيدات والسادة
أن الحلول الامنية والعمليات العسكرية والطلعات الجوية الامريكية وللحلفاء اليومية سوف لا تحل مشاكلنا
المحتقنة كما ذكر أعلاه ونود ان نعلمكم ان منطقة سهل نينوى كانت محصنة امنيا منذ العام
2003 ولغاية 10-06-2014 (تاريخ سقوط مدينة الموصل) وكانت تحت السيطرة الامنية لقوات البيشمركة
وحراسات المدن من ابناء شعبنا وهذه القوات لم تستطع حل مشاكل المنطقة الاقتصادية والسياسية والإدارية والاجتماعية المعقدة رغم دورها الإيجابي في حماية المنطقة امنيا ، ونعتقد بل نؤكد لابد من ضرورة توفر الامور التالية لكي يتمكن شعبنا عودته الى بلداته فيما لو تم تحريرها وذلك من خلال :- ا:
- اولا
- ضرورة إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لتوفير منطقة حماية دولية أو منطقة آمنة وبحماية دولية لمنطقة سهل نينوى وسنجار كضمان لعودة المهجرين من أبناء شعبنا الى مدنهم وقراهم قبل حلول فصل الشتاء القاسي والقارص
- ثانيا .
- اتخاذ قرار دولي فوري بشأن الإغاثة الإنسانية الفورية الى جانب المساعدات القليلة التي وصلت من هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الانسانية العالمية للمهجرين المسيحيين والايزيدين النازحين من مدينة الموصل ومنطقتي سهل نينوى وسنجار الى إقليم كوردستان.
- ثالثا
- ضرورة اصدار قرار دولي باعتبار مناطق سهل نينوى وسنجار مناطق منكوبة وما يستلزم ذلك من التزامات للتعويض عن جميع الخسائر المادية والمعنوية
- رابعا .
- تشريع قرار دولي باعتبار الجرائم التي ارتكبها جماعات داعش الارهابية بحق المسيحيين والأيزيديين جرائم إبادة جماعية وهذا المطلب كان قد أقر أيضا من قبل مجلس النواب العراقي ومجلس وزراء اقليم كوردستان.
والسلام عليكم
الأمانة العامة لهيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق