مجتمع مدني

المرأة مدرسة / صائب عكوبي

الأم هي ربان سفينة الاسرة والبيت وهي بوصلة السعادة للأسرة ,أيا كانت أماً او زوجة, والمرأة المتعلمة ترتقي بالاسرة والمجتمع.. والمرأة مدرسة يتعلم منها الاولاد قبل المدرسة ويتربون في حجرها ومن هنا فان تعليم المرأة له انعكاس على الاسرة والمجتمع بشكل ايجابي فهي التي تربي وتعلم وتغرس الافكار والقيم النبيلة لكونها صمام أمان العائلة, والتعليم سيرتقي بأفكارها ليضيف الى شخصيتها الشيء الكثير والكثير.
والمرأة الأم قد نجحت في كل الادوار اذا كانت مدرسة، معلمة، مهندسة، وزيرة، نائبة، قاضية، شرطية، ضابطة، او سائقة, لها الجرأة في اتخاذ المواقف والقرارات الحاسمة واقتحام المخاطر وخوض الاعمال الصعبة بلا تردد ولا تراجع ولها عقل ناضج وقدرة على تفهم الامور بدقة وفكر مكتمل وتخطيط لحل المشكلات, وكان لها الدور الايجابي في منظمات المجتمع المدني (السلطة الخامسة) وحقوق الانسان ومنظمات الاتحادات النسوية وجمعيات الاسرة ولها حضور بفاعلية مؤثرة وبقوة في التماسك الاجتماعي والتدبير المنزلي والاقتصادي وبناء عائلة وتربية اولادها على قيم المحبة والتسامح ونبذ العدوانية من اجل ترسيخ الاستقرار ومد الجسور للتواصل مع الجيل الجديد مع نشر ثقافة التراحم والمودة وتقوية وتمتين الوحدة الوطنية.
جاء اول احتفال للمرأة بيومها العالمي اثر الاضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة الامريكية في عام 1856 وخروج الاف النساء للاجتماع في نيويورك احتجاجاً على الظروف اللاانسانية التي يعشنها. ونجحت مسيرتهن التي دفعت المسؤولين الى طرح مشكلة المرأة العاملة آنذاك على جدول الاعمال اليومية وفي 8 آذار 1908 عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في نيويورك ولكنهن حملن في هذه المرة قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية وكان شعارهن (خبز وورود) طالبن فيها هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الاطفال ومنح حقوق النساء وحق الاقتراع وطالبن بالمساواة والإنصاف, رافعات شعارات المطالبة بالحقوق السياسية وعلى رأسها الحق في الانتخابات.
ولا ننسى دور رابطة المرأة العراقية في التظاهرات والانتفاضات الشعبية للاعوام 1952 و1956 او 1957 وقد لعبت الرابطة دورا بارزاً في ثورة 14 تموز 1958 وعقدت ثلاثة مؤتمرات للاعوام 1959، 1960، 1961 وغيرت اسمها الى رابطة المرأة العراقية وكانت لها (42000) عضوة.
ولا ننسى نشاط المرأة في منظمات المجتمع المدني التي لعبت دوراً كبيراً في الدفاع عن حقوق الانسان.
واليوم كلنا مدعوون للاستفادة من الثقافات والحضارات العالمية لخدمة الانسانية وقضايا الشعوب في التحرر والتقدم لخدمة المجتمع وجعل شعوب الأرض تعيش حياة حرة سعيدة وأوطانها متحررة مستقلة.