مجتمع مدني

اغتيال صحفي في "الرشيد" في ظروف غامضة ودعوات الى الداخلية لكشف الجناة

طريق الشعب
لم تمض سوى ايام عن استشهاد الصحفي عمار الشابندر في تفجير ارهابي وسط بغداد، حتى فجع الوسط الصحفي بمقتل الزميل رعد الجبوري، الذي يعمل معدا ومقدما للبرامج في فضائية الرشيد، في ظروف غامضة، داخل منزله، في حي القادسية غربي بغداد.
مؤسسات صحفية، دانت مقتله، واعتبرته مؤشرا خطيرا على استمرار مسلسل استهداف الصحفيين في العراق، ففي حين دعت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق، وزارة الداخلية بإجراء تحقيق جدي في الحادث، وإطلاع الرأي العام على نتائجه، عبرت النقابة الوطنية للصحفيين، عن صدمتها، مطالبة بملاحقة الجناة وتقديمهم الى القضاء، فيما طالب مرصد الحريات الصحفية، وزارة الداخلية, بالعمل على كشف تفاصيل مقتله.
الزميل رعد الجبوري من مواليد مدينة الموصل، حاصل على شهادة البكالوريوس في اللغة الفرنسية، ويقدم برنامجاً اقتصادياً في قناة "الرشيد" الفضائية، وكان ينشط في كتابة المقالات في صحف محلية ودولية ابرزها صحيفة الزمان، وقد عرف بدفاعه عن حقوق الإنسان.
وتنوعت الروايات حول مقتله، في ظل غياب تصريح رسمي من قبل وزارة الداخلية.
جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق، قالت في بيان، تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، ان شهودا عيان، يسكنون في ذات العمارة التي يسكن فيها الإعلامي رعد الجبوري في منطقة القادسية ببغداد، اخبروها أن جريمة الاغتيال جرت بأسلحة كاتمة للصوت، نفذها ثلاثة مدنيين مسلحين، عصر الثلاثاء (امس الاول)، كانوا يستقلون سيارة رباعية الدفع تحمل رقم بغداد، مؤكدين لها ان " أحد أصدقاء الجبوري في ساعات لاحقة من مساء الثلاثاء، وجد الأخير مقتولاً في شقته، فابلغ الشرطة، التي جاءت ليلاً وفتحت تحقيقاً بالحادث، واستجوبت عددا من سكنة العمارة. ونقلت الجمعية في بيانها عن مصادر مقربة من لجنة التحقيق في الحادث، قولهم ان "كامرات المراقبة المنصوبة في المنطقة، رصدت هذه المجموعة وسيارتهم التي كانت تحمل رقم بغداد لون (أبيض)، من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل".
ويسكن الجبوري في شقة مستأجرة وحده، تقع في منطقة القادسية غربي بغداد، وهي منطقة تشهد إجراءات أمنية مشددة، بسبب قربها من المنطقة الخضراء، التي تضم مباني حكومية ودورا لكبار المسؤولين.
ونفى الشهود للجمعية، ان يكون الجبوري، مات في عملية انتحار، كما نقلت وكالات انباء عن مصادر امنية، مشيرين الى ان "جسد الجبوري وجد فيه أكثر من أطلاقة نارية، وهذا دليلٌ كافٍ لنفي هذا الاحتمال".
وعبرت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة، عن "ألمها العميق لخسارة الوسط الصحفي الزميل رعد الجبوري، وهو ثاني صحفي نفقده في أسبوع واحد بعد استشهاد الزميل عمار الشابندر، أثر تفجير إرهابي في بغداد"، مطالبة "وزارة الداخلية بإجراء تحقيق جدي في الحادث، وإطلاع الرأي العام على نتائجه". وحذرت من أن "استمرار حالة إفلات الجناة من العقاب، ستبقي حياة الصحفيين العراقيين في خطر، ويدفع المجرمين إلى ارتكاب جرائم أخرى بحق الصحفيين".
بدورها، نعت النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين، الجبوري، بالقول "إعلامي شاب آخر متدفق الحيوية وممتلئ بالأحلام والآمال الكبيرة بعراق مزدهر تكلله حرية التعبير، ينضمّ الى قافلة الإعلاميين الذين يختطفهم الموت الغامض"، معبرة عن "الشعور بالصدمة لهذا الحادث الفاجع"، ودعت "السلطات المختصة الى إجراء تحقيق معمق وشفّاف للكشف عن ظروف مقتل الزميل رعد الجبوري وملاحقة الجناة وتقديمهم الى القضاء إذا كان الحادث جنائياً".
من طرفه، قال مرصد الحريات الصحفية، في بيان، تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، ان وعد الله الجبوري، والد الضحية، ذكر له ان "عملية قتل ابنه رعد الجبوري كانت متقنة ودقيقة وليست عملية انتحار مثلما روج لها البعض"، مضيفا ان "رعد قتل برصاصة في القلب ولكننا وجدنا رصاصة اخرى أصابت الوسادة التي كان ينام عليها وأخرى اصابت كرسيا كان بقربه".
وتقول التحقيقات الاولية للشرطة الجنائية المحلية، التي اطلع عليها مرصد الحريات الصحفية، إن "جثة الجبوري وجدت مصابة باطلاقة واحدة في القلب، والمحققون اخذوا كشف الدلالة لمعرفة تفاصيل قضية مقتله وانه مقتول باسلوب اجرامي احترافي".
ودعا المرصد، "وزارة الداخلية العراقية الى العمل على كشف تفاصيل قضية مقتله والتدقيق في التحقيقات وكشف الدلالة لمعرفة تفاصيل اكثر عن ملابسات الحادثة".