مجتمع مدني

متظاهرون يطالبون بالتوظيف و يغلقون مدخل "غرب القرنة2" / سلام علي

استمر عشرات المتظاهرين في حقل غرب القرنة 2، شمالي البصرة، الذي تستثمره شركة "لوك اويل" الروسية، بالتظاهر لليوم الثاني على التوالي، للمطالبة بتنفيذ "تعهدات الحكومة" بتعيينهم في شرطة الحمايات النفطية، واغلق المحتجون الحقل منذ عصر امس الاول الاحد، ومنعوا الدخول اليه والخروج منه، بعد ان نصبوا الخيام في باب شركة "لوك اويل"، وفيما هددت شركة "لوك اويل" باجلاء موظفيها من الحقل، في حال عدم تدخل وزارة النفط والحكومة العراقية، في انهاء الاعتصامات وقطع الطرق المؤدية الى الحقل، شكا موظفون من ان المتظاهرين منعوهم من الذهاب الى بيوتهم، محذرين من ان المواد الغذائية قد تن?ذ في حال استمرار محاصرتهم.
وقال سعد محمد صبيح، احد الناشطين في التظاهرة، لـ"طريق الشعب" "نقوم بهذا الاحتجاج لمطالبة الحكومة بتعيين أبناء المنطقة في سلك شرطة حمايات الحقول كما تعهدوا لنا قبل ايام ونحن الأحق في ذلك"، مضيفا "احتجاجنا سلمي لكننا نمنع الدخول والخروج الى الحقل وسنرابط في خيامنا حتى تحقيق المطالب".
واشار الى اننا "نتعرض دائما الى عمليات تسويف وعدم الإيفاء بالوعود من قبل الجهات الحكومية".
من جهته، قال قائممقام قضاء المدينة، شمالي البصرة، باسم صالح، لوكالة "السومرية نيوز"، إن "ما لا يزيد عن 200 مواطن من أبناء ناحية الشهيد عز الدين سليم تظاهروا سلمياً عند مدخل حقل غرب القرنة الثاني، ومن ثم نصبوا سرادق وأغلقوا الطريق المؤدي الى مدخل الحقل"، مبيناً أن "المتظاهرين يطالبون بتشغيلهم في الحقل الذي يقع قرب مناطق سكناهم، وبعضهم كانوا يعملون كحراس أمنيين في الحقل وتم تسريحهم".
ولفت صالح الى أن "هناك عدم توازن في تشغيل أبناء المناطق القريبة من الحقل، إذ نجد الكثير من أبناء بعض المناطق يعملون داخل الحقل، فيما يعاني أبناء مناطق أخرى أيضاً قريبة من الحقل من عدم توظيفهم"، مضيفاً أن "المشكلة تكمن بالأساس في أن الكثير من أبناء تلك المناطق كانوا يمتهنون الزراعة، ولكن بعد توسع الشركات النفطية في مشاريعها أصيب القطاع الزراعي بشلل شبه تام، بحيث ان معظم المزارعين وجدوا أنفسهم بلا عمل".
كما قال محمد حسن، مهندس يعمل في الابار "كان من المفروض ان نذهب الى عوائلنا عصر الاحد (امس الاول) بعد انتهاء وجبتنا التي تستمر لأسبوعين، لكن المحتجين قطعوا الطريق علينا نهائيا"، مؤكدا ان "لا قوة تستطيع تفريق هؤلاء فهم مصرون على تحقيق مطالبهم وعلى الحكومة ان تعالج الامر ..ربما سينفذ لدينا الماء والطعام بعد يوم او يومين".
بدوره، قال مصدر من اعلام شركة "لوك اويل"، لـ"طريق الشعب"، "أغلق نحو 150 محتجا البابين الرئيسين للشركة ومنعوا دخول وخروج المركبات والافراد والخبراء".
وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه "كانت الحكومة المحلية وعبر زيارات المسؤولين كوزير الداخلية واعضاء من مجلس المحافظة كرئيس لجنة النفط والغاز علي شداد الفارس ورئيس لجنة الكهرباء مجيب الحساني قد وعدوا السكان المحليين بتعيينهم كشرطة في الحقول القريبة لمنازلهم".
واضاف "حسب معلوماتنا ان الحكومة ساعية في عمليات توظيفهم لكن الامر يحتاج الى وقت لاستكمال المستلزمات الضرورية لتعينهم"، مستدركا "لكن السكان المحليين ليس لديهم نية للانتظار بل يريدون تعينهم فوريا".
ولفت الى ان الحكومة "ليس لديها النية لقطع الطريق على هذه الاحتجاجات خصوصا في شركة لوك اويل الروسية التي تسمح بزيارات ودخول المسؤولين الحكوميين عكس شركة اكسن موبل في غرب القرنة 1 التي تغلق ابوابها بوجه هؤلاء بامر من الحكومة الاتحادية".
واعرب المصدر عن قلقه، "فيما اذا استمر غلق الحقل وهو كما يبدو كذلك اذ ان المنتسبين، اجانب وعراقيين، بحاجة الى امور هامة كالماء والغذاء والحاجات الضرورية". من طرفه، قال عضو مجلس محافظة البصرة، مجيب الحساني، امس، لوكالة "الانباء العراقية"، ان "مسؤولين في شركة لوك اويل الروسية يجرون اتصالات مع مسؤولين في وزارة النفط من اجل انهاء الاعتصامات التي يقيمها عدد من العاملين في شركة درع الخليج الامنية مقابل بوابة حقل غرب القرنة 2".
وبين ان "الجانب الروسي سيجلي رعاياه من الشركة بواسطة طائرات في حال عدم التوصل الى اتفاق وحلحلة الامر".
واشار الى ان "هناك اجتماعا مرتقبا بين ممثلي المعتصمين وشركة نفط الجنوب ومجلس المحافظة لغرض ايجاد حل سريع وانهاء الاعتصام الذي عرقل دخول المساعدات والدعم اللوجستي للعاملين في مقر الشركة".
من جانب اخر تظاهر العشرات من العاطلين عن العمل، امس، امام مبنى وزارة النفط وسط العاصمة بغداد مطالبين بتوظيفهم.
وحمل المتظاهرون، وهم من اصحاب التخصص في مجال النفط، لافتات تطالب بتوظيفهم اسوة بالعاملين الاجانب في الوزارة، ملوحين باستمرارهم بالاحتجاجات في حال عدم استجابة الحكومة الاتحادية لمطالبهم.