فضاءات

رابي كيوركيس داود ( سيدي ججو )/* داود كوركيس

المدرسة الرسمية الأولى في بروار ( مدرسة عين نوني ) أو ( مدرسة كاني ماسي الإبتدائية للبنين ).

لأبناء بروار وبشكل خاص أبناء قرية عين نوني أمور يتميزون بها، يأتي في مقدمتها حبهم الشديد للعلم والمعرفة، رغم البعد الجغرافي عن المدن الكبيرة والإهمال الذي لحق بالمنطقة نتيجة التمييز الذي كانت تمارسه السلطات في أغلب العهود والسياسات الخاطئة لأصحاب القرار في البلاد على مختلف المستويات والأزمان، والدمار الذي كان نصيب المنطقة منه كبيرا دائما وفي كل الأحداث التي ألمت بالوطن أو بأجزاء منه. ولا نريد هنا ان نغبن تفاح بروار اللذيذ والشهير حقه وننكر دوره المتميز أيضا في رفع إسم المنطقة والتعريف بها بين المناطق الأخرى من البلاد حتى البعيدة منها.
كيف حصل هذا التميّز وهل جاء الاهتمام بالعلم والمعرفة صدفة أم أن في الأمر سر؟ طبعا لا بد أن تكون هناك عوامل عدة لعبت دورا في ذلك منها تاريخية تكمن في جذور هذا الشعب العريق ودوره الريادي في بناء الحضارة الإنسانية وتطورها، واستمراره في ذلك رغم المصاعب والمصائب والمحن. ولكن ليس الماضي وحده كافيا لتعليل أسباب التطور رغم كونه الأساس الذي يستند عليه الواقع الحاضر والبناء اللاحق للمستقبل. فما هي أهم العوامل والأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا؟
من المؤكد أن أحد العوامل المهمة وراء انتشار التعلم والتقدم في مجال التحصيل العلمي لأبناء عين نوني والمنطقة وبالذات القرى القريبة منها هو وجود المدرسة منذ زمن بعيد، المدرسة التي كانت الأساس الجديد ومنها إنطلقت الخطوات اللاحقة نحو الأمام. وهذا لا يلغي أهمية العوامل الأخرى خاصة وجود الإستعداد والرغبة والإهتمام والإندفاع لدى أهالي المنطقة بالأمر حيث أن المدرسة موجودة في مناطق أخرى قبل وجودها في عين نوني لم تحصل فيها تلك النتائج الإيجابية ولا تزال الأمية تضرب بجذورها عميقة في قطاعات واسعة من المجتمع العراقي إلى درجات مخيفة.
لكي نتعرّف على تأريخ أول مدرسة رسمية في عين نوني وفي منطقة بروار أو ناحية برواري بالا، التقينا أحد أبرز رموز العملية التربوية وروادها، أحد تلاميذ الوجبة الأولى في هذه المدرسة وأول معلم من أبناء المنطقة ومدير المدرسة لأطول مدّة حتى كادت المدرسة تعرف بإسمه. إلتقينا الأستاذ كوركيس داود، كوركيس أفندي كما كان يسميه زملاؤه والرسميون من الموظفين وأغلب الأهالي، أو سيدي ججو كما كان يسميه تلاميذه وحتى العديد من الأولياء حبا وإحتراما لجهوده مع زملائه الآخرين في تنشئة الأجيال ونشر العلم والمعرفة ليس في عين نوني وحدها وإنما في عموم بروار مما جعل المنطقة متميزة وأبناءها معروفين أينما تواجدوا بحب العلم والمعرفة وسمو الأخلاق وحسن السلوك وغيرها من الخصال التي كان للمدرسة بالتعاون مع الأهالي دورا كبيرا في غرسها فيهم.

يحدثنا الأستاذ كوركيس قائلا:
بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى وعودة الاستقرار للأوضاع في المنطقة وإستتباب الأمن تدريجيا وقيام الدولة العراقية الحديثة، بدأت الحياة تعود إلى حالتها الطبيعية شيئا فشيئا وبدأ معها الاهتمام بمختلف مجالات الحياة ومنها التعليم الذي يعتبر من الأركان الأساسية لحياة هذا الشعب العظيم وتاريخه المجيد وحضارته العريقة. رغم قلة الإمكانيات والفقر الذي كانت تتميّز به الحياة بعد الدمار الذي لحق بالمنطقة بسبب الحرب وما رافقها من كوارث ومآسي، تم أفتتاح مدرسة بأمر من قداسة المار شمعون بطريرك كنيسة المشرق كان التدريس فيها باللغة الأم وبالإنكليزية، وأخرى بأمر نيافة المطران مار فرنسيس مطران الكنيسة الكلدانية في أرادن للتدريس باللغة الأم وبالعربية، وتوزع أبناء القرية بمختلف الأعمار على المدرستين. كان يدرس في الأولى المرحوم الشماس يلدا آدم الملقب العم جونا وفي الثانية المرحوم الشماس ياقو باكوس الذي كان يجيد الفرنسية أيضا.
كان لواء الموصل يتكون من محافظتي نينوى ودهوك الحاليتين. في عام 1930 كان متصرف ( محافظ) الموصل في زيارة لناحية برواري بالا وكان يتجول فيها بصحبة مدير الناحية والموظفين ووجهاء المنطقة. بينما كان متوجها من عين نوني إلى قرية دوري لزيارة مار يوألاها أسقف بروار، شاهد أولاد القرية في الطرقات ومعهم ما كان متوفرا في ذلك الزمان من اللوازم الدراسية فسأل مدير الناحية فيما إذا كانت هناك مدرسة في القرية، فأخبره بأمر المدرستين الأهليتين. إستغرب المتصرف جدا وإندهش لإهتمام الناس في تلك المنطقة النائية المنسية إلى هذه الدرجة بالعلم والمعرفة، فأمر مدير الناحية بضرورة إجراء اللازم لفتح مدرسة رسمية في القرية حالا مؤكدا بأن الأمر التحريري بذلك سيصدر فور عودته إلى الموصل. وكان ذلك ما حصل فعلا.
تم إفتتاح مدرسة كاني ماسي الإبتدائية للبنين في العام الدراسي 1930/ 1931 بإدارة السيد سركيس سوراني وكان من ضمن طلاب الصف الأول كل من المرحومين بنيامين درويش داود، شليمون أوراها داود، درياوش اوراهم، شيبا باكوس، خائي تورخان زيا وأنا، كوركيس داود خامس.
بعد ست سنوات من الدراسة الإبتدائية دخلت دار المعلمين الريفية في الرستمية ببغداد وإتجه بقية الزملاء إما إلى العمل أو مواصلة الدراسة في المتوسطات في المدن.
هنا أوّد أن أذكر أنني لاقيت صعوبة في مسألة قبولي في دار المعلمين الريفية بسبب العمر حيث أنني من مواليد 1914 وكان عليّ تصغير عمري على الأقل بسنة واحدة فأرسلت رسالة إلى الأخ المرحوم ياقو خائي الذي كان يعمل في البريد بين العمادية وعموم منطقة بروار وقام مشكورا بإنجاز المهمة في المحكمة فتم قبولي. كنت أقيم في القسم الداخلي التابع للمدرسة، وفي أيام عطلة نهاية الأسبوع كنت أذهب لزيارة العوائل المقيمة في بغداد من أهالي عين نوني وخاصة بيت الأخ الطيب المرحوم شموئيل يوخنا القصري الذي كان يعمل في نادي العلوية، وكذلك شقيقه المرحوم كوركيس. وكان يسكن بغداد من أهل عين نوني الأخوين المرحومين موشي وأوشالم شموئيل أيضا. وأحيانا كنت أذهب لزيارة الأقارب العاملين في الحبانية وكانوا كثيرين.
بعد أربعة أعوام وفي العام الدراسي 1940 / 1941 أنهيت الدراسة في الدار وتم تعييني معلما في منطقة الأهوار التي كانت بحاجة للعديد من المعلمين. عملت هناك لمدة أربعة أعوام في قريتي الطار وآل جويبر في ناحية كرمة بني سعيد، قضاء سوق الشيوخ التابع إلى لواء المنتفك آنذاك الذي مركزه مدينة الناصرية، محافظة ذي قار الحالية. بعد مضي السنوات الأربع تمت الموافقة على طلب نقلي إلى مدرسة عين نوني التي كان يديرها آنذاك المرحوم الأستاذ حيدر عيسى. ومما يجدر ذكره أن المرحوم الأستاذ حسدو أوشانا الذي تخرّج من دار المعلمين الريفية بعدي بعام واحد كان قد سبقني للعمل في المدرسة حيث تم تعيينه مباشرة في مدرسة عين نوني. بعد عام من عملي كمعلم في المدرسة تم تكليفي بمهام إدارة المدرسة إلى غاية خريف عام 1960 حيث نقلت إلى تلعفر نتيجة لظروف صعبة وأحداث سياسية مؤسفة حلّت بالقرية والمنطقة لسنا بصدد الدخول في تفاصيلها الآن.
كانت المدرسة قبل أن أتولى إدارتها تعاني من بعض الأمور والمصاعب التي كانت تعيق العملية التربوية نوعا ما، لكننا إستطعنا تجاوز ذلك نتيجة التعاون بين الإدارة والمعلمين الذين أصبح العديد منهم من أبناء القرية. فمثلا كان أغلب الطلاب يتركون الدراسة قبل الصف السادس بتشجيع من الإدارة والمعلمين الغرباء بسبب خوفهم من قلة نسبة النجاح في الإمتحان الوزاري والتعرّض للعقوبات، ولكن الأمر تغير فيما بعد وتخرج الكثيرون من طلاب المدرسة وأكملوا الدراسة المتوسطة والثانوية والجامعية وحصل العديد منهم على الشهادات العليا وهذه مسألة معروفة للقاصي قبل الداني.
إستطعنا تدريجيا رفع مستوى النظام في المدرسة حيث كان يتم الإصطفاف في ساحة المدرسة صباحا قبل بدء الدروس والسير إلى الصفوف بشكل منظم مما أثار إنتباه وإعجاب الإداريين ومنهم متصرف الموصل آنذاك سعيد قزاز الذي كان في زيارة للناحية وصادف أن شاهد هذه النشاطات من شرفة مركز الناحية الذي كان يبعد بضعة أمتار عن المدرسة. أعجب بالأمر كثيرا وأرسل بطلبي لكي يهنئني على ذلك النظام الفريد الذي لم يكن موجودا حتى في مدارس المدن الكبرى في البلاد. وأخبرنا بإستعداده لتلبية كل طلباتنا حيث أن المدارس الإبتدائية كانت مرتبطة بالإدارة المحلية آنذاك.
ومن الأمور التي إستطعنا إنجازها بعد كفاح شاق وبمساعدة المعلمين المخلصين ودعم الأهالي، كانت مسألة فتح المجال أمام البنات للدخول في المدرسة بعد أن كانت مقتصرة على البنين، حيث طالب الأهالي بفتح مدرسة أو قسم خاص بالبنات لكن الطلب رفض لعدم توفر الأموال والإمكانيات المطلوبة، لذلك قمت بجهود كبيرة لإقناع المسؤولين بإمكانية الدراسة المختلطة في المدرسة لظروف المنطقة التي تسمح بذلك. تمت الموافقة على قبول الطالبات وجلسن مع إخوتهن في صفوف مشتركة دون أدنى مشكلة. ذات مرّة جاء قائمقام العمادية مع مفتش تربوي من الموصل للزيارة وعندما وجدا البنات مع البنين قالا لي " لماذا وضعت يدك في النار" وكان المقصود أن وجود البنات مع البنين كان يمكن أن يسبب لي مشاكل، لكن ذلك لم يحصل بل العكس حيث كانت النتيجة ان العديد من الطالبات اللواتي بدأن الدراسة في مدرستنا واصلن الدراسة فيما بعد وبلغن درجات عالية من التعليم وأصبحن معلمات وطبيبات ومهندسات وغير ذلك من الأختصاصات.
إن هذه السمعة الجيدة للمدرسة والنجاحات المتحققة أدت إلى أن العديد من أبناء القرى البعيدة فضّلوا الدراسة فيها رغم وجود مدارس في قراهم أو في قرى قريبة إلى مساكنهم ومنهم أبناء المرحومين الشيخ مظهر وملا أنور وملا صدّيق من قرية مائي القريبة جدا من قرية بيدوهي أو بيدو التي كان فيها مدرسة، وكذلك طلبة من قرى مختلفة أبعد من ذلك في النواحي الشرقية والغربية من بروار.
ومن الجدير بالذكر أنني كنت في أحيان كثيرة أقوم بمهام إدارة مدارس في قرى أخرى حين إفتقارها للإدارة ومنها مدرسة طروانش التي كنت أعد وثائق طلابها لعدة سنوات.
كذلك تم إنجاز فتح مركز إمتحاني في عين نوني لمدارس بروار بعد أن كانت الإمتحانات الوزارية تجري في العمادية سابقا وما كان ذلك يسببه من مصاعب للطلبة وتكاليف للأهالي. وحيث أن المنطقة كانت تفتقر إلى المرافق الخدمية كالفنادق والمطاعم وغيرها، كنت أستضيف كافة مراقبي الإمتحانات الوزارية (المميّزين) وأتحمل مسؤولية إقامتهم وإطعامهم طوال فترة الإمتحانات الوزارية. وكذلك الحال مع المفتشين الذين كانوا يزورون مدارس بروار كلها، وكل هذا لم أكن أستلم له مقابل من أية جهة. هذه الخدمات وغيرها مما كنا نقوم به من أمور لمساعدة موظفي الدولة المختلفين الذين كانوا جميعهم من الغرباء عن المنطقة، جعلت لنا مكانة بينهم مما كان يساعدنا في الحصول على إمتيازات للمدرسة وحتى مساعدات مختلفة لأهالي المنطقة في المجالات الأخرى المتنوعة حيث كثيرا ما كان مدير الناحية وغيره من الإداريين يحترمون آراءنا ويطلبون مساعدتنا في فض النزاعات والمشاكل بين أهالي المنطقة الذين بدورهم كانوا كثيرا ما يطلبون مني أن أرافقهم حال وجود مشكلة لهم في مركز الناحية أو حتى تمشية أمور ومعاملات عادية في كثير من الأحيان. ومن النوادر التي حصلت أن فلاحا كرديا كان له قضية في مركز الناحية وصادف أن قابلني في الطريق وطلب مني أن أدلّه على بيت كوركيس أفندي لكي يرافقه للمركز فطلبت منه الذهاب للمركز وأن كوركيس أفندي سيأتي هناك لمساعدته وكم كان إستغرابه شديدا عندما رآني في المركز حينما جئت لمساعدته وعرف هويتي.
ومن الأمور الأخرى التي توفقنا في إنجازها هي فتح مركز التدريب الرياضي في المنطقة وإقامة مهرجانات ومسيرات وسباقات رياضية لمدارس الناحية في عين نوني بعد أن كانت المدارس تشارك في سباقات القضاء في العمادية. وقد عبر المشرف التربوي الرياضي الذي جاء للإشراف على أحد المهرجانات عن دهشته وإعجابه بالمهرجان الرياضي والسباقات التي كان يتم إجراءها في منطقة بانيّا في عين نوني التي لم يكن لها مثيل من ناحية الإعداد والتنظيم والنشاطات المختلفة المرافقة لها في أية منطقة حتى في المدن الكبرى في البلاد. طبعا كانت مدرستنا متميزة في السباقات التي كانت تجري وكانت دائما تحرز الموقع الأول في مسابقات مدارس بروار وحتي في السابق عندما كانت تشارك في المسابقات على مستوى القضاء في العمادية كانت كثيرا ما تحصل على الموقع الأول في عموم القضاء، وهنا لابد من ذكر الدور الذي لعبه الأستاذ المرحوم يوسف هرمز ريس من أبناء قرية أرادن الذي كان مسؤولا عن شؤون الرياضة فترة وجوده كمعلم في المدرسة وبعده الأستاذ الراحل حسدو اوشانا وغيرهما من المعلمين الذين كان لهم الدور الكبير في النجاحات المتحققة في مختلف المجالات، أذكر منهم طيبي الذكر الأساتذة حيدر عيسى رحمة الله عليه، توما القس داود، ميشايل برجم والمرحومين خوشابا شمعون، عوديشو القس شمعون وسندو داود وغيرهم ممن عمل بإخلاص وتفاني في مدرسة عين نوني من أبناء القرية والمنطقة ومن الغرباء عن المنطقة الذين ساهموا مشكورين في إتمام العملية التربوية الناجحة في المدرسة والإرتقاء بها. كما ينبغي الإشارة إلى أسماء بعض الرياضيين اللامعين من تلاميذ المدرسة من أبناء عين نوني والقرى الأخرى الذين رفعوا أسم المدرسة عاليا في هذا المجال ومنهم المرحوم جبرائيل الشماس كوركيس، المرحوم بثيو سفر البيلاتي من إقري، كوركيس ياقو من قرية مايي ، أبنوئيل أنويا، المرحوم عمانوئيل ياقو، نيسان كوركيس من بشميايي والمرحوم يترون وردا الذي كان بارعا في لعبة جر الحبل وآخرين غيرهم في مختلف الألعاب والسباقات نعتذر عن عدم تذكّر أسمائهم.
وكانت مدرسة عين نوني متميزة في كل هذه الأمور وغيرها لتظافر الجهود الإستثنائية التي كان يقوم بها الطاقم التعليمي إضافة إلى تعاون وحرص التلاميذ والأولياء وعموم أبناء القرية والمنطقة.
من الأمور الإيجابية التي لابد من الإشارة إليها هي الأمانة والصدق التي كانت متوفرة لدى التلاميذ حيث أصبح معلوما أن كل المفقودات كان يمكن العثور عليها في المدرسة لأن التلاميذ كانوا يتواجدون في كل الطرقات وهم متوجهون من بيوتهم إلى المدرسة ومنها إلى بيوتهم أو في أوقات فراغهم وكانوا يعثرون على المفقودات، حتى أن مدير الناحية كان ذات مرّة قد فقد مفاتيحه فجاء وسأل عنها في المدرسة وعندما وجدها في الإدارة إندهش وفرح كثيرا وشكر الإدارة على حسن سلوك التلاميذ والتربية الأخلاقية الراقية التي كانت تقوم بها.
هذه نبذة بسيطة مما بقي في الذاكرة عن مدرسة عين نوني، مدرسة كاني ماسي الإبتدائية للبنين كما كان إسمها الرسمي، يمكن إثراؤه من قبل زملائنا المعلمين وكذلك من قبل أبنائنا الطلبة النجباء الذين نفتخر بهم دائما لأنهم رفعوا رأسنا بين الجميع أينما حلّوا وحيثما ذهبوا. مع تمنياتنا الطيبة لهم جميعا ولكل أبناء عين نوني وبروار وكل البشر دون إستثناء بالعمر المديد والسعادة الدائمة في عالم يسوده السلام والأمان والمحبة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* بمناسبة الذكرى المئوية لميلاده