- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأحد, 17 كانون2/يناير 2016 18:46
طريق الشعب
ضيّف اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة بابل، أخيرا، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق د. علي إبراهيم، الذي ألقى محاضرة حول رواية "حصار العنكبوت" للكاتب كريم كطافة، بحضور جمع من الأدباء والمثقفين.
افتتح د. إبراهيم محاضرته الموسومة "حصار العنكبوت: دراسة في ضوء النقد الثقافي"، بالحديث عن أهمية الرواية المذكورة "كونها تناولت فترة مهمة في تاريخ العراق الحديث"، مشيرا إلى ان مؤلفها جسد فيها الأيام العصيبة لمجموعة من الأنصار المحاصرين من قبل القوات الحكومية، بعد أن توقفت الحرب العراقية الإيرانية، وهم من مقاتلي الفوج الأول التابع للحركة الأنصارية والقريب من الموصل في كردستان العراق.
بعد ذلك قدم د. إبراهيم نبذة تعريفية عن كاتب الرواية كريم كطافة، أعقبها بالحديث عن عنوان الرواية، "الذي استند إلى ما ورد في متنها"، ثم تناول الأحداث التي وردت فيها، وما كان يدور بين المقاتلين من أحاديث، وما واجهوه من عقبات ومصاعب في تأمين مستلزمات الصمود في معركة غير متكافئة.
وركز د. إبراهيم في حديثه على الأنساق الثقافية في الرواية، المتمثلة بصحة أو خطأ السياسة المطروحة آنذاك، والمعبر عنها بشعار "إيقاف الحرب فورا وإسقاط النظام الدكتاتوري"، وتصورات أبطال الرواية بين مؤيد ومعارض، لا سيما بعد توجه كل القوات الحكومية التي كانت تحارب إيران نحو تصفية حركة الأنصار، بينما كان الاعتقاد انها ستوجه ضد النظام الذي ساقها إلى حرب لا معنى لها.
وأشار د. إبراهيم إلى "الأنا" المتضخمة في الذات النافية للآخر، سواء كانت على أساس الفرد أو السلطة، مبينا انها كانت ظاهرة في الرواية، ولافتا إلى ان "الراوي برّز أنماطا من الشخصيات تشكل انساقا ثقافية منها: المتشائم والمتفائل والمتشائل، ضمن سلسلة من الأحداث".
أما من جانب الشجاعة فقد أوضح د. إبراهيم ان الرواية تبرز أنموذجا شجاعا قاتل ببسالة لدرجة ان الطلقة الأخيرة حفظها ليطلقها في رأسه. انه النصير الفنان الرسام المبدع "فؤاد". فيما تمثل نسق الجبن في شخصيات تسلم نفسها للسلطات هربا من حصار لا تعرف نهايتَه، كما فعل النصيران "يعقوب" و"صلاح". وأشار د. إبراهيم إلى ان هناك نسقا آخر ظهر في الرواية، وهو نسق العشق بين "حسام" الشاب المسيحي و"روزا" الشابة الايزيدية في خضم المعارك والمصير المجهول للناس والأنصار، مبينا انه في تلك المناطق الوعرة والحصار الكبير المستند إلى الإمكانيات العسكرية والمالية للنظام، وإلى خبرة ثماني سنوات من الحرب الضروس مع الجارة إيران، يشع هذا الحب بين شابين بعمر الورد، متجاوزين كل الأنساق الاجتماعية. علما ان كسر النمط التقليدي في المجتمع وكسر الأعراف يعد أمرا صعبا جدا لا يمرره أحد". وانتهى د. إبراهيم في حديثه إلى ان "الرواية استطاعت أن توصل رسالة منصفة وموضوعية عن أحداث دامية مرت في جزء صغير من كردستان العراق، يعد أنموذجا لما دار من معارك غير متكافئة بين قوى حملت السلاح لتدافع عن نفسها وشرفها السياسي وترد العنف الرجعي، وأخرى تريد السيطرة وإلغاء الآخر، في زمن أصبح الآخر فيه جزءا مهما من نسيج المجتمعات الحديثة المتطورة".
هذا وشهدت المحاضرة التي أدارها الباحث أمين قاسم خليل، نقاشا واسعا حول مصطلح النقد الثقافي والنقد الأدبي وتطبيقاتهما، ساهم فيها كل من الناقد باقر جاسم محمد، د. محمد أبو خضير، الكاتب إسماعيل محمد السلمان، د. علاء جاسم، والشاعر ناهض الخياط.