فضاءات

بغداد تزهو بالنسخة الرابعة من "أنا عراقي.. أنا أقرأ"

بغداد – طريق الشعب
حفلت حدائق أبي نؤاس أمس الأول السبت، بالنسخة الرابعة من مهرجان القراءة "أنا عراقي.. أنا أقرأ"، الذي تنظمه مجموعة من الشباب الناشطين المدنيين، سعيا إلى نشر ثقافة القراءة وإعادة رتق الصلة بين الإنسان والكتاب، وإلى نشر المعرفة في صفوف الجميع.
وكان نصبا شهريار وشهرزاد للنحات الرائد محمد غني حكمت، شاهدين على حجم الحضور النوعي الذي غصت به ضفاف دجلة، حيث أقيم المهرجان.. حضور بينه نخب ثقافية وفنية وأدبية وإعلامية، وبينه أيضا عائلات افترشت الحديقة هي وأطفالها، لتنشغل في مطالعة الكتب الموزعة مجانا. فيما طاولة "الزاد المعرفي" التي عرض عليها زهاء 1400 كتاب متبرع بها، اكتظت بالحشود، وهي تقطف من العناوين المنوعة ما تشاء، أدبا وفكرا وسياسة وعلما.
وجاء في كلمة الافتتاح التي ألقاها الناشط غضنفر لعيبي: "للعام الرابع ونحن نصر على ايقاد شمعة للكتب، لاننا نؤمن ان الحياة بلا كتاب لا طعم لها (...) نحاول ان نعيد للكتاب القه بالكتاب ومن خلاله ندرك معنى الحرية".
واضاف لعيبي: "من قلب بغداد التي تتعرض لأشرس هجمة إرهابية ترافقها هجمة متخلفة تريد ان تعيدنا الى زمن الكهوف.. من ابي نؤاس و الجواهري و عبد الجبار عبد الله و ابراهيم كبة و نزيهة الدليمي وعبد الوهاب البياتي وغائب طعمة و فؤاد التكرلي و العلامة الكرملي وجواد سليم و عفيفة اسكندر و ناظم الغزالي و الكتبي الشهير قاسم محمد رجب و جواد علي ومئات من شموع هذا البلد، قررنا ان نمضي لننفض غبار الأسى و الحروب عن وجه المدينة الحبيبة, و نقول لكم كل عام وانتم تقرأون وترفعون شعار أنا عراقي انا اقرأ".
عضو اللجنة التنسيقية للمهرجان المخرج المسرحي علاء قحطان قال في تصريح صحفي، ان "المهرجان للسنة الرابعة على التوالي حقق نجاحا كبيراً، خاصة في هذا العام"، مضيفا أن "المهرجان مهم جداً لإعادة المواطن العراقي إلى القراءة، بعد أن هجر الكتاب بسبب الظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد".
وتابع قحطان قائلا: "ان المهرجان صنف كواحد من الفعاليات المهمة في الوطن العربي والعالم بحسب موقع الكتروني ألماني"، مشيرا إلى أن "من المهم جداً ان يقرأ المواطن العراقي ويفتح نافذته الفكرية لمعرفة حقيقة ما يجري حوله في ظل الأوضاع الراهنة التي يمر بها".
من جهته قال عضو اللجنة المنظمة للمهرجان بسام عبد الرزاق في حديث صحفي، إن "هناك نية لتوسيع المهرجان وعدم حصره في المناطق النخبوية والجمهور النخبوي"، مضيفا: أن "المبادرة ستعمل خلال الأشهر المقبلة على استهداف الجمهور في المناطق النائية، لاعطائه فرصة للاطلاع على الكتب وقراءتها من خلال مكتبات جوالة والتعريف بأهمية الكتاب".
وشأن النسخ الثلاث السابقة من المهرجان، ازدان المكان بالفعاليات الفنية، حيث الخيمة التي تبث أنغام الآلات الوترية الطريبة بأنامل موسيقيين شباب، واللوحات الفنية التي حملت موضوعات مختلفة، ونفذت بأساليب فنية عدة، والتي عرضتها مجموعة من التشكيليين الشباب في معرض للرسم الحر، فضلا عن المعارض الفوتوغرافية.
واختتم المهرجان على أنغام الموسيقى التي صفق لها الجمهور طربا.
يشار إلى ان الدورة الأولى من مهرجان "أنا عراقي.. أنا أقرأ" انطلقت في التاسع والعشرين من العام 2012، وكانت في البدء عبارة عن فكرة طرحها ناشطون مدنيون على صفحات التواصل الاجتماعي، ومن ثم نفذوها على أرض الواقع.