فضاءات

احتفاء بالشاعر عريان السيد خلف وبسيرتيه الإبداعية والنضالية

غالي العطواني
احتفت اللجنة المحلية للمثقفين في الحزب الشيوعي العراقي، أمس الأول السبت، بالشاعر الكبير عريان السيد خلف، وبسيرتيه الإبداعية والنضالية، بحضور سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق حميد مجيد موسى، وعدد من قياديي الحزب الآخرين، إلى جانب جمع من المثقفين والأدباء والشيوعيين وأصدقائهم.
أدار جلسة الاحتفاء التي التأمت على قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في ساحة الأندلس، الشاعر والإعلامي عادل العرداوي، مفتتحا إياها بكلمة قال فيها ان "الحزب الشيوعي العراقي يكرم اليوم قامة شعرية نضالية كبيرة ممتدة إلى جذور الوطن والناس.. انه الشاعر الكبير عريان السيد خلف".
بعدها ألقى عضو اللجنة المركزية للحزب، الرفيق مفيد الجزائري كلمة الحزب في المناسبة، وكان مما قاله فيها ان الشاعر عريان السيد خلف (أبو خلدون) هو "أحد مؤسسي ورموز مدرسة الشعر الشعبي العراقي الحديث، التي خفقت راياتها معانقة بيارق الكفاح الوطني والديمقراطي المجيد لجماهير شعبنا العراقي".
وألقى الشاعر والإعلامي طارق حسين قصيدة مهداة للشاعر المحتفى به، كان قد كتبها عام 1968، عندما تعرض الأخير إلى هجمة شرسة من قبل السلطات الدكتاتورية، وتجاوزها برباطة جأش. أعقبه عضو المكتب السياسي للحزب الرفيق جاسم الحلفي بالحديث عن الشاعر السيد خلف، الذي قام في يوم سقوط النظام الدكتاتوري المباد (9 نيسان 2003)، بجمع رفاقه الشيوعيين وأصدقائهم، وتهيئتهم للمشاركة في أول تحشيد للشيوعيين في بغداد بعد التغيير، الذي جرى في 20 نيسان 2003، في ساحة الفردوس.
وألقى الشاعر كامل العتابي قصيدة مهداة إلى الشاعر عريان السيد خلف، وصفه فيها بـ "السومري الذي يمتد عمره إلى 6000 سنة".
بعد ذلك اعتلى الشاعر المحتفى به المنصة، وتحدث قائلا: ان "أول كلمة طرقت مسامعي هي "وطني"، وانا في الصف الثالث الابتدائي، وصادف ان داهمت الشرطة بيت جارنا (أبو محمد) لتعتقل ولده، وقد لاذ الولد ببيتنا، حتى اعتقلته الشرطة. ثم سألت والدي عن سبب اعتقاله، فأجابني: "يا ولدي انه وطني"، وبعد سنين طويلة عرفت ان كلمة "وطني" تعني "شيوعي".
وتطرق السيد خلف إلى حياة الفلاحين في ناحية قلعة سكر بمحافظة ذي قار، وإلى نشأته في قلب الأهوار، وكيف كان ينصت إلى حكايات الناس هناك، وإلى أشعارهم، منوها بأنه كان يستمع إلى أشعار النساء والرجال من الفقراء والمعوزين، وإلى "الردات الحسينية"، وخصوصا التي تنتقد السلطات الدكتاتورية، ويستمع أيضا إلى "نواعي" النساء في المآتم.
ولفت السيد خلف إلى ان والدته توفيت وهو في الصف الخامس الابتدائي، وان اخته الكبيرة (الملاية والشاعرة) تولت تربيته، موضحا انه ترعرع في بيئة شعرية.
وتحدث المحتفى به أيضا عن مسيرته النضالية في الحزب الشيوعي العراقي، مشيرا إلى انه انضم إلى المنظمة الطلابية للحزب وهو في الصف الأول المتوسط، وخلال دراسته الجامعية انضم إلى اتحاد الشبيبة الديمقراطي، ثم انتمى إلى الحزب.
وتناول السيد خلف أيضا قصائده السياسية، مؤكدا انها كانت تمثل "رصاصة في وجوه أعدائنا"، مشيرا إلى ان قصائده الغزلية تحمل "نَفس الحزب" أيضا، ومن بينها قصيدة "تلولحي" التي حجبتها الإذاعة والتلفزيون عن النشر.
وفي سياق الجلسة قرأ الشاعر السيد خلف قصيدة له عنوانها "عبد المعيبر"، أعقبه المطربان مكصد الحلي وناظم الأصيل، بتقديم أغنيات من كلماته، ترافقهما في العزف "فرقة بغداد للفنون الموسيقية".
وفي الختام وزع الرفيق حميد مجيد موسى شهادات تقدير على عدد من الشباب الذين منحوا، أخيرا، شرف عضوية الحزب، ثم قدم للشاعر عريان السيد خلف شهادة تقدير باسم الحزب. فيما قدم له الفنان التشكيلي معراج فارس لوحة من أعماله، والصحفي زيدان الربيعي باقة ورد، فضلا عن كتاب أهدته له الكاتبة سافرة جميل حافظ.