فضاءات

عماد عاشور يعرض أقنعته على وجوه مختلفة / فهد الصكر

ضمن فعاليات مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013 ، أفتتح صباح الاحد الماضي، على قاعة دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة ، المعرض الشخصي الرابع للفنان التشكيلي عماد عاشور، حاملا عنوان "وجوه وأقنعة ". حضر المعرض الذي ضم أكثر من 30 لوحة فنية، حشد من الإعلاميين والفنانين والأدباء وعدد من متذوقي الفن والجمال.
وقد جاءت اللوحات بأبعاد وأساليب مختلفة، منها الكولاج والاكليرك على قماش "الكانفاس"، وتناولت وجوها اشتغلها الفنان عاشور برؤية بصرية تتجلى فيها ملامح الكائن البشري ورؤاه، وهي مغايرة لحقيقتها، وكأنه يستنطق الإيحاءات والعلامات ومتغيراتها عبر ألوانه وظلاله وأبعاد لوحاته.
وقال الفنان عماد عاشور لـ "طريق الشعب": "قصدت في معرضي هذا أن أبعث رسالة الى "الوجوه" التي تتحكم بمصير الوطن وهي تحمل ملامح مقنّعة. إذ انني أشعر أن هذه الاقنعة جاءت نتيجة ارتباطات غير منتمية انتماء حقيقيا لهذا الوطن، ولذلك عبرت عنها بشكل رمزي، لكنها تبدو للمتلقي واضحة المعالم. كما انني اهدف من خلال لوحاتي الى تعرية هذه الاقنعة واظهار ما خفيت تحتها من حقائق".
وابدى النحات رضا الفرحان انطباعه عن المعرض قائلا: "اعتمد الفنان البابلي عماد عاشور على الوجوه والأقنعة، وحاول أن يربط بين اجزاء تلك الوجوه لكي تنقل الى المتلقي حالة من التأثير اساسها تقاطع الألوان وتنافرها، وهذا التأثير له دلالات تؤثر بشكل أو بآخر على المشهد التشكيلي في مدينة بابل، حيث الالوان المشرقة والمؤثرة. كما انه استخدم خطوطا حادة والوانا متضادة، فصنع لوحة تضم تساؤلات عدة وضعها أمام المتلقي". فيما قال التشكيلي حيدر القره غولي: "ثمة ما تشير اليه الأقنعة والوجوه وهي تخفي خلف مدوناتها لونا يحكي اكثر من حكاية". وأضاف: ان "الفنان عماد معروف باستخدامه القناع كحالة إيحاء لملامح غادرتها الحقيقة. لذلك انه يريد في معرضه هذا أن يعيد الحقيقة لملامح الوجه".
اما الناقد التشكيلي صلاح عباس فتحدث قائلا: "ان السمات المميزة في هذا المعرض تتجلى في تأكيد الفنان عماد عاشور على رسم ملامح الوجوه الانثوية بطريقة تعبيرية "كالعيون والشفاه"، وأعتقد انه يستجلب هذه الوجوه من حيز تذكره ، فلكل وجه ذاكرة معينة ، وسبق لها أن مرت على حياة الفنان في فترات مختلفة". وأضاف: أن "الالوان الموضوعة على اللوحات ذات طابع يحسس بالملمس الكثيف، وكأنها تضفي تجسيدا يوحي إلى البعد الثالث. فالمتلقي يغريه أن يلمس اللوحة بأطراف اصابعه".