ادب وفن

في الذكرى ال 16 لرحيله : هادي العلوي مشروع تنويري متاح للجميع

بغداد – طريق الشعب
في 27 من أيلول عام 1998 ، فارق الحياة المفكر التقدمي الكبير هادي العلوي في أحد مستشفيات العاصمة السورية دمشق، ليلتحق بقافلة الخالدين الذين ناضلوا من أجل مبادئهم وطموحات شعبهم. وفي ذكرى رحيله السادسة عشر التي حلت مطلع هذا الاسبوع، يحق لحملة الفكر التنويري يتذكروه، هو الذي وازن بين عقله وعاطفته موازنة قل مثيلها. فقد كان طبيبا ناجحا، وباحثا جريئا في طرح الأفكار السياسية والآراء النظرية والدفاع عنها بأسلوب رصين. كما عاش حياته عاطفيا محبا للناس ولعائلته التي فقدت فيه رجلا لا يعوض.
كان الراحل مفكرا كونيا، ولد في عام1933 بمنطقة كرادة مريم ببغداد في عائلة متعلمة تمتلك مكتبة ضخمة غنية بكتب التراث والفقه واللغة والتاريخ، وتعود إلى جده سليمان فقيه الكرادة و إمامها وقت ذاك.
كان العلوي كاتبا غزيرا ألف الكثير من الكتب التي تدور حول الماركسية والتراث والحضارة العربية والصينية، وعاش متنقلا بين الصين ولندن وبيروت ودمشق. ومع صعود بعض تيارات التكفير التي راح ضحيتها الكثير من المفكرين في عمليات الاغتيال والتشهير، برز هادي العلوي مفكرا ماركسيا مطعما بفكر الشرق، ليقول كلمته التي تحدى فيها كل تكفيري يثبت له جواز قتل المرتد أو الكافر. وكتب حينها مقالة لم يرد عليها أحد، بل على العكس قلبت موازيين النقاش رغم أنه من الذين تعرضوا للتكفير.
كان نصيرا للمرأة ودرس واقعها قبل وبعد الإسلام، وكتب عنها وعن قضيتها بجرأة وصراحة. وهو أول المنغمرين في تحديث اللغة العربية. وقد ألف أكثر من ثلاثة معاجم امتازت بالدراسة العميقة المبنية على الدليل والمراجع الموثقة.
من مؤلفات هادي العلوي: "الاغتيال السياسي في الاسلام"، "من تاريخ التعذيب في الاسلام"، "المرئي واللا مرئي في الأدب والسياسة"،"المستطرف الصيني"، " شخصيات غير قلقة في الإسلام"، وغيرها.