آه عليك وآه منك يا وطني / سبتي الهيتي
- التفاصيل
- نشر بتاريخ الإثنين, 29 أيلول/سبتمبر 2014 19:19
آه عليك وآه منك مغتصباً
وألف آهٍ فمن حبيك لم أتب
آه من العمر، فالسبعين ما تركت
في مفرقي شعرة صفراء لم تشب
آه من الصبر مر ما تجرعه
أيوب، أو ذاقه من قبل أي نبي
آهٍ من العين، كم أجفانها ذرفت
من الدموع دماً والقلب في لهب
ومن فؤادي ومن سرٍ سأكتمه
حتى رقادي في المستودع اللجب
كي ما تبوح به ورقاء قد سكنت
قلب المحب فلم تجزع ولم تهب
تقول: آهٍ، وآهٍ منك يا وطننا
وكم صبرت على الارزاء والثوب؟
يا أيها العاشق المكلوم كم نزفت
بالأمس منك جراحاتٍ لمغترب
آهٍ على جنحك المكسور يفزعني
فيكسر الوجه من عيب ومن عتب
آه على الماء في عينيي يخذلني
فيظمأُ القلب من هم ومن وصب
آهٍ على الحزن يغشى الروح ان نظرت
الى شبابيك يفنى دون ما سبب
آهٍ على شجر الخابور كم سالت
أغصانه عنك "جيكورا" فلم تجب؟
آهٍ على العشب ظمآناً وقد يبست
خضر السواقي، فرط النار واللهب
على الصخور بسنجار توسدها
شيخ ضرير وطفل مات من سغب
على النخيل بشط الفاو ما برحت
بلا رؤوس ولا سعف ولا رطب
على الشناشيل والأنوار تطفأها
في كل ليلٍ بإعصار من الغضب
على المساجد والعباد تتركها
كما الكنائس والتوراة والترب
آهٍ على ثوب بغداد وقد سرقوا
منها العباءة بعد النفط والذهب
على الرصافة والجسر العتيق على
ما يبهج العين من تين ومن عنب
آهٍ على لعب الأطفال مهملةً
بين المناضد والأوراق والكتب
على عيون المها والجسر يرمقها
بلا طيور بلا لهو ولا لعب
على المدارس قد ريعت نوافذها
فأوصدتها بقايا الصلب والحطب
على وجوه اليتامى وهي شاحبة
من غصة الخوف والتجويع والتعب
قد ارهبتها من الأخبار مهزلةً
يصوغها ساسة الإرهاب والكذب
عن قصة العنف والموت التي نسبت
لقاتل دونما أم ودون أب
كالغول يمشي بلا ساقٍ ولا قدمٍ
فيمسك الأرض بالإرهاب واللهب
ويهزم الجند مكسورين يسلبهم
كل النياشين والقمصان والرتب
ليترك الناس فوضى لا سراة لهم
ولا مخابئ تنجيهم من السلب
لكنما راية الحدباء شامخة
تعلو بها راية الإنسان والأدب
ومجد بغداد مرهون بدجلتها
منذ استفاقت على الإسلام والعرب