- التفاصيل
-
نشر بتاريخ السبت, 01 نيسان/أبريل 2017 20:51

يا ايها المتوحشون
رفقاً بدجلة والفرات
فهما نهران شيوعيان يجريان مودة
ورحمة وهدى للعالمين
اقتلوا دجلة والفرات
هكذا يصرخ القتلة المتوحشون
وهم يقفون على مرآى من الفرات
الذي لم يسرهم منظره فذبحوه
بسيل رصاص في خصره
وهو يرفع امواجه موجة موجة
ويبكي الدم الصادح فيها :
دم من هذا؟
ويركض مجنونا في السواقي الرضّع
ينحني خجلا للنخيل الذي يتوهج غضبا
والقتلة يدفعون سكاكينهم بعيدا في جماره
قبل ان يطلقوا رصاصة الرحمة على رأسه
سألوا دجلة وهو مشلول الضفتين
فلا موجة فيه
انما هي جثث تتقاتل باحثة عن رؤوسنا
في الظلام الذي تجدح خناجره في عيوننا:
ما الذي تتمناه الآن؟
فرتل بموجة مقطوعة اللسان:
اروني الفرات
لأعزف له بساقيةٍ ثقّبها الرصاص:
خلي وصديقي
ان الحياة التي نبغي لن نجدها
( ...)
اخي ايها الفرات يا بن امي
وقد ذقتُ
قبلك سم الفراق
فلا تضع امواجك في صرة وتستدير
محدودبا الى منبعك
مطفئا بعصاك العيون التي انبجست منها
فالانهار لا تهرب من اوطانها
فمن للارحام المتيبسة على الضفاف
ومن للصبايا اللواتي يتفطر الحزن في عيونهن
ويغرقن في لجة من عويل
ومن للنخيل اذا إسود جماره والكربْ
ومن للثكالى وقد فتَّ فيهن ما لا يطاق
ومن للعراق؟
وقد هدّ في خافقيه الظمأ
ولوح منكسراً للملأ
فمن يمسح الذل عن مقلتيه
ويطفئ ما هدّ في خافقيه
وجاءت ذئاباً اليه العرب
***
يا إلهي .. العجائز يعصرن حلم المصابيح
ليستنزلن الكهرباء الى افواه الظلمة
فالصغار سيهربون الى خرائب لن تروها
لا البوم يعرفها ولا شيخ الوطاويط الخبيرة
ايتها الصبية شاحبة هزيلة اراك
الم تري اباك؟
نعم ، ولا امي التي فرت بُعيد قتله قائلة: عيشي ومن سواك.
فيا سيدي يا ايها المدثر بجراحك والمتوحد من ثقل القتل وطول الليل،
أنّى لي ان اطعم آلاف العصافير التي تزقزق في الرؤوس اليانعة المذبوحة
على ضفتيك، وجاري عاد من الطب العدلي
مبتلا بالموت الصاهل في الثلاجات وفي الشفلات راجفا يندف بالساطور قبله
ويغني:
كصن بينه المصايب
ونْتَلاهي..
وإلمن اشكي منك ونتلاهي
دخيلك طر دليلي ونته لاهي
تجيب الموت لاهي إتردني إليّه
لم يقل شيئاً، وضع راسه في صندوق قمامة وتقيأ جذوره ودخل العالم السفلي آمنا مطمئناً
لم يجد احدا فتقرفص منتظراً إلهَ المعاتب، أويلي يابه الاخ غير الشرعي لخمبابا، وقال اجلس في المقلاة ودعْ النار تمرُ بلحمك واصبر لرصاص القناصين لتنضج على حروب هادئة ويقدم الطبق ساخناً لمحتل يحتل الجار السابع.
ايها المثكل انا في الطريق اليك الآن
جالبا معي كل اوراقي الثبوتية
وكل ما تحب
صِبْيتي حسب تسلسل اعمارهم
زوجتي التي اثكلتها، ولا نطلب منك
سوى ميتة مستورة ملمومة لا تتعب احدا بعدنا ..
العوائل العراقية تشكو من عدم وجود اكفان مستعملة في الاسواق والموت يطرق كل الابواب،
والمليارات تهز اكتافها في خزائن المسؤولين وفي حقائبهم وهم في رحلاتهم المكوكية بين
السماء والارض.
فأي عسل سنجنيه من خلايا الازمات وخيام المهجرين تهتز عارية في البراري وسكانها ينتظرون الذئاب وهم يعيشون عاما عبوسا قمطريرا.
يا جار رمشْ لي وقل لي هل انت بخير في المقلاة؟
اوَ تسمع اشعاري لأقول للموت الشارب من حبل الوريد خذني الى جاري.
فيا سيدي احتاج بهذا القبر المر الى مزنة خمر توقظ الموتى لاتخلص من هذا
الجاثم فوق الرقبة،
كابوساً يطحن كابوساً
فيا ايها الرأس الطائر من رقبة الى رقبة لقد اتعبت الملتحين لاوين شايل ضيمك بهل الليل ركدْ روحك.
فثبت جنانك فالسيوف يمانية الصنع ولا تنبو ابدا
فيا وطني افكلما ضعت وجدتني
وتضيع ولا اجدك.
فأي معنى للحياة بعدك
واي معنى للتجاريب ونحن نعوي في الشتات والبلدان تتنكب حدودها وتصوب نحو صدورنا،
انظل نُقتل بالنيابة؟ لا تتكلم مع الميت اثناء سير العربة، فللعربة آذان وعيون وامامك الكثير من نقاط التفتيش الوهمية واخاف احبك وانا الطائر في نورك والسابح في انهارك والمنتشي من خمرتك..
واخاف احبك فالقناص كتب اسمه الثلاثي على جبهتي ووقع فوقه ببندقيته
هاتفاً:
انا نحن نستورد الرصاص
ونصدر القتلى
والجمعة عطلتنا
لا تسموا ابناءكم فكل الاسماء تؤدي الى الذبح
رقموهم لكي يسلموا هم وابناءهم
قبل ان يطلقوا رصاصة الرحمة على رأسه
سالوا دجلة وهم يسمعون في
ونته جرسا حفيّا:
ما الذي تتمناه الآن؟
فرتّل:
اروني العراق
لأقول له: سلام عليك
يوم ولدت
ويوم تموت
ويوم تبعث حيا..
"مقتطفات اضافية"
----------------
القيت في احتفال الذكرى الـ *83