مدارات

إيزيديون يلجأون إلى معسكر "نوروز" في سوريا هربا من داعش

هالة السلام

درويش (65 عاما) وعائلته الكبيرة هم من بين الآلاف الذين فروا قبل بضعة اسابيع، عندما داهم تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، بلدتهم "تل عازر" ذات الأغلبية الايزيدية في شمال العراق، والتجأوا الى احد المخيمات في سوريا.
اضطرّ درويش وعائلته لاستجماع قواهم في رحلتهم، مع مئات العائلات إلى جبل سنجار حيث مكثوا ثمان ليال قبل أن يسلكوا الطريق نحو الغرب باتجاه المناطق الكردية في شمال شرق سوريا.
الملجأ الجديد هو معسكر "نوروز" في السهول الحارة من منطقة روج آفا، وهي من ضمن الأراضي الخاضعة لسيطرة أكراد سوريا التي بقيت خالية إلى حد كبير من الصراع في الحرب الدائرة في سوريا.
تأسس "نوروز" في البداية لإيواء السوريين الفارين من العنف ، والآن بدأ المخيم بإيواء اللاجئين العراقيين الفارين من القتال.
قال درويش لشبكة "IRIN" للأنباء الإنسانية، متحدثا عن تجربته في جبل سنجار "اعتقدنا اننا سوف نموت في الجبل، لم نتوقع النزول منه، ثمّ سمعنا أنهم قد أخلوا الممر، ففضّلنا مواجهة الموت نزولا عبر الممر الجبلي، بدلا من الاستسلام له فوق الجبل، وها قد كُتبت لنا الحياة بعد الموت،
ويقدر عدد العراقيين الذين فروا من مناطقهم بحوالي 1.8 مليون، بعد اجتياح مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" لجزء كبير من غرب وشمال العراق في شهر حزيران، وتدمير المدن، وزرع الخوف بين الفئات غير المحصنة في المناطق المحتلة،
وقال درويش، "لم يكن بإمكان والدتي المُسنّة "غوري"، البالغة من العمر 85 عاما المشي، و لم أكن أعرف كيف سأقوى على حملها. فالمسافة بعيدة جدا، وأنا لم اعُد شابا وقوتي ليست مثل ما كانت من قبل. لكنني تحملت مشاق المهمة بدلاً من تركها لتموت وحدها، لم يكن هناك خَيار آخر".
واضاف "حملتها على ظهري، في رحلة استمرت خمسة ايام، كنا نستريح من التعب كلما وجدنا مكانا مناسبا، كنا ننام على التراب.
واستطرد قائلا "الكثير من الأمهات والآباء المسنّين تُركوا هناك، لعدم قدرتهم على المشي، وعدم قدرة ابنائهم على حملهم، رأيت في طريقي سيدتين ورجلين من كبار السن على الصخور، كانوا يموتون ببطء، كان الهواء هناك مثل الشمس حار وجاف، لكننا حتى لم نكن نتعرق، لقد جف الماء في اجسادنا، ... الآن "لدينا حياة جديدة،كأننا توفينا في الأسبوعين الماضيين عندما غادرنا منازلنا، فلم يبقَ هناك شيء، وكان أملنا ضئيل على الجبل، لا أعرف كيف ستكون الحياة الجديدة، لكنني مُمتن اننا لا نزال على قيد الحياة، رغم ان الوضع سيكون حتماً صعب، فلا عودة لنا هناك بعد". وقال درويش "لن يُهزم تنظيم "داعش"، إلا بوجود قوة عظمى كأميركا لمقاتلته، هؤلاء "اي داعش"، أصدقاء مع الموت، لا يخافون منه".
وانهى درويش حديثه قائلا "نحن (الايزيديين) قليلون جداً. و محاصرون من قبل الناس الذين يريدون قتلنا. آمل أن يتغير هذا الوضع بالنسبة لنا ولكل عراقي، آمل أن أتمكن من بناء منزل جديد، و أن يكبر اولادي بدون عنف او موت يحيط بهم".