- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأربعاء, 17 كانون1/ديسمبر 2014 20:19

رشيد غويلب
شهدت اليابان في الرابع عشر من الشهر الحالي انتخابات نيابية مبكرة، وركز كم هائل من تقارير وسائل الاعلام اليمنية خصوصا، وعموم وسائل الاعلام التقليدية، على تمكن رئيس الوزراء الياباني، وحكومته الليبرالية الجديدة من الاحتفاظ بأكثرية مريحة، من دون ان تتناول هذه التقارير الحدث بمجمل جوانبه، والحراك الاجتماعي والسياسي الدائر في البلاد، وما تمخض عنه من نتائج انتخابية ملموسة، ولعل من أبرزها تحقيق الحزب الشيوعي الياباني انتصارا انتخابيا لافتا، عكسه نجاح الحزب في الحصول على 21 مقعدا في البرلمان الجديد، مقابل 8 مقاعد في الدورة السابقة، اي ان الحزب حصل على ثلاثة امثال مقاعده السابقة تقريبا.
وخاض الشيوعيون اليابانيون الحملة الانتخابية على اساس برنامج شديد الوضوح في مواجهة سياسة الليبرالية الجديدة، المستندة على وصفة الرئيس الأمريكي الاسبق رونالد ريغان، التي تميزت بسياسة اقتصادية قائمة على العداء الصارخ للسياسات الاجتماعية المعروفة بخطة (أبينوميكس)، فضلا عن محاولات الحكومة المستمرة لعودة العسكرة الشامة للسياسة الخارجية اليابانية. وإلغاء الأحكام السلمية في الدستور الياباني، لفتح الطريق امام الجيش الياباني للمشاركة في حروب التدخل الخارجي المتسعة التي تنفذها جيوش المراكز الرأسمالية الرئيسة في العالم.
في أوكيناوا فاز المرشح الشيوعي آكامينا سيكن، لأول مرة منذ عام 1996 بالمقعد النيابي المباشر. وكان سيكن قد خصص حملته الانتخابية ضد القواعد العسكرية الامريكية في الجزيرة، وتلقى دعم من الحزب الاجتماعي الديمقراطي وحزب "الحياة الشعبية"، فيما جاءت مقاعد الحزب الشيوعي العشرون الأخرى عبر نظام التمثيل النسبي الذي طبق في اليابان بشكل جزئي.
وخسر الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم جميع المقاعد النيابية المباشرة الأربعة في الجزيرة، لأنه طالب بالحفاظ على القواعد العسكرية الامريكية وتوسيعها. وفي النتائج النهائية خسر الحزب الحاكم 3 مقاعد نيابية، واحتفظ بـ 291 مقعدا. واستطاع شريكه في التحالف الحاكم حزب "كوماي" إضافة 4 مقاعد الى رصيده، ليصبح مجموع مقاعده 35 مقعدا، ضمنت للتحالف اليميني الحاكم الاحتفاظ بأكثرية الثلثين. ومن الفائزين في الانتخابات ايضا الحزب الديمقراطي المعارض الذي اصبح مجموع مقاعده 73 مقعدا بزيادة قدرها 11 مقعدا.
وقال رئيس الحزب الشيوعي الياباني كازو شيى، في تصريح مساء يوم التصويت، ان رئيس الحكومة آبي، كرر في جميع فعالياته الانتخابية ان نهجه الاقتصادي هو الطريق والحل الوحيد، ولكن عددا كبيرا من الناخبين رأوا ان هذا المسار يمكن ان يكون خطيرا جدا.
ولم يتهاون الحزب الشيوعي في مواجهة هذا النهج، ولهذا "استطاع حزبنا، كما اعتقد، الحصول في هذه الانتخابات على هذا العدد الكبير من الاصوات". ويبدو ان الناخبين تجاوبوا مع المقترحات الملموسة التي قدمها الحزب الشيوعي بالضد من سياسة آبي. ونتائج الانتخابات في جزيرة أوكيناوا عبرت عن معارضة واضحة من قبل غالبية السكان ضد القواعد العسكرية الأمريكية، ووصف الزعيم الشيوعي النتائج بانها "فاتحة لعهد جديد". وشكر شيى جميع الناخبين الذين ساهموا في تحقيق هذه النتيجة وخصوصا فوز المرشح الشيوعي باحد المقاعد المباشرة في جزيرة أوكيناوا، وشكرَ شيى الناخبين الذين جاءوا من خارج الاوساط الانتخابية التقليدية للشيوعيين، والذين يصوتون عادة لقوى تقدمية واخرى محافظة.
يذكر أن نسبة المشاركة في التصويت كانت ضعيفة، بسبب عزوف الناخبين وتساقط الثلوج على بعض مناطق البلاد، وقالت الحكومة إن نسبة المشاركة بلغت 35 بالمائة فقط، قبل ساعتين من إغلاق مراكز الاقتراع، ويشار ان الناخبين اختاروا 475 نائبا يشكلون مجموع مقاعد البرلمان الياباني.