مدارات

اسبانيا.. اليسار يقود بلديتي مدريد وبرشلونة

رشيد غويلب
بعد مرور ثلاثة أسابيع على إجراء الانتخابات المحلية في اسبانيا، والتي حققت فيها قوى اليسار والتحالفات التي تدعمها نتائج هامة، وخصوصا في المدن الكبيرة.
وشهد بوم السبت الفائت تسمية عمد المدن والبلديات، واستطاعت تحالفات اليسار ان تفرض نفسها في اكبر مدن البلاد ومنها العاصمة مدريد و برشلونة عاصمة اقليم كاتالونيا، ففي مدريد فازت القاضية اليسارية السابقة، مانويلا كارمينا، مرشحة تحالف "الآن مدريد" المدعوم من حزب "نحن قادرون" حديث التشكيل، بموقع عمدة العاصمة. وكذلك في فالنسيا تمت تسمية جان ريبو من تحالف اليسار عمدة للمدينة، بعد ان ظل حزب الشعب اليميني الشعبوي يحكمها لمدة 24 سنة،وكان ذلك سببا كافيا لصحيفة الموندو الصادرة في مدريد، لتجعل العنوان الرئيسي لعددها ليوم الأحد "ثورة في مجالس البلديات".
واعلنت عمدة مدريد الجديدة، بدء عملية ديمقراطية في العاصمة "نحن جاهزون لخدمة المواطنيين"، جاء ذلك في الكلمة التي القتها بمناسبة تسلم مهام منصبها، والتي ضمنتها توجهات ملموسة بشأن خططها المقبلة، المبنية على اشراك منظمات المجتمع المدني والحركات الإجتماعية في القرارات الهامة، وبهذا يتم تعزيز مشاركة الشعب في بناء مستقبله. وحددت اولوياتها بتوفير مساكن بايجارات مناسبة، وكذلك توفير الرعاية الإجتماعية الضرورية، ومثلما فعلت رفيقتها عمدة برشلونة ايدا كالو0 اقدمت كارمينا على تخفيض راتبها الشهري، على ان توظف المبالغ المتحققة لتمويل مشاريع اجتماعية. وكانت ايدا كالو قد انتخبت عمدة لبرشلونة بعد ان صوت لها نواب اليسار بدعم من النواب الإجتماعيين الديمقراطين ومندوب الحزب المضاد للرأسمالية. وجاءت اولويتها لتؤكد على تحقيق التحول الإجتماعي، ودعمها للمطالبة باستقلال كتالونيا. وكذلك تضمنت خطتها دعم تكلفة ايجارات المساكن، وتحقيق الحاجات الأساسية للناس.
يذكر ان الإنتخابات المحلية والبلدية تمخضت عن خسارة حزب الشعب اليمني الحاكم أكثر من 10 في المائة من الأصوات التي حصل عليها في الإنتخابات السابقة سنة 2011 . وفقد الحزب الحاكم ومعه الحزب الإشتراكي الأسباني المعارض (من احزاب الإشتراكية الدولية) الأكثرية التي كانا يتمتعان بها في هذه المجالس.
وفي المقابل استطاعت تحالفات اليسار في العاصمة مدريد، وفي كبريات المدن الأسبانية الاخرى مثل برشلونة، ان تحتل المواقع الأولى، و تحققت نجاحات كبيرة متقدمة على القوى التقليدية التي هيمنت على المشهد السياسي في اسبانيا منذ عودة الديمقراطية الى الحياة السياسية فيها عام 1975 . واستطاع تحالف اليسار حول "بودوموس" ان يحصل على 20 مقعداً من مجموع 57 مقعدا في برشلونة.
وعدت هذه الانتخابات، والإنتخابات المبكرة التي جرت في آذار الماضي في اقليم الأندلس، محطات اختبار مهمة للانتخابات البرلمانية العامة التي ستنظم في الخريف القادم، والتي يرى الكثير من المتابعين للتطورات السياسية في اسبانيا، انها يمكن ان تسجل نهاية نظام الحزبين الذي هيمن على الحياة البرلمانية لحد ألآن. كما توفر فرصة سانحة لقوى اليسار الأسباني كي تكرر ما حدث في اليونان، وتشير تقييمات احزاب اليسار لنتائج الإنتخابات الى ضرورة توحيد القوى وتجاوز خلافاتها الثانوية في سبيل عدم تفويت الفرصة من اجل
ازاحة اليمين.