مدارات

اكثر من 100 عراقي يهاجرون يوميا الى أوربا.. و 20 شخصا ماتوا غرقا قبل أيام

طريق الشعب
كشفت لجنة الهجرة والمهجرين البرلمانية عن هجرة اكثر من 100 عراقي الى اوربا يوميا، مشيرة الى ان 20 بالمئة منهم هم من الطائفة الشبكية، والعدد الباقي يتقاسمه المسيحيون والايزديون وبقية المواطنين.
وفيما لفتت الى وفاة 20 عراقيا مهاجرا قبل ايام في حوادث غرق، عزت تزايد الهجرة الى تردي الاوضاع الامنية والمعيشية في العراق. وفي حين لم تستغرب وزارة الهجرة من تزايد الهجرة غير الشرعية في العراق، نفت وجود اية احصائية دقيقة عن اعدادهم. وقال نائب رئيس لجنة الهجرة والمهجرين البرلمانية، حنين القدو، لـ"طريق الشعب": "خلال الاشهر الماضية تزايد عدد المهاجرين باتجاه اوربا وخاصة من الشباب المسيحيين والشبك والتركمان والايزيديين، ومن العرب ومن الاكراد ايضا"، معتبرا ذلك "يشكل خطرا على تنوع النسيج الاجتماعي، وهي ظاهرة خطر? لافتة للنظر".
واردف قائلا: "اول مرة في تاريخ شبك العراق، عدد كبير من شباب وعوائل الشبك يتحملون مخاطر السفر بالهجرة غير الشرعية بسبب الاعتقاد بان امل العودة الى مناطق سكناهم اصبح صعبا وبعيد المنال"، مشيرا الى ان "لدي معلومات، تفيد بانه في كل يوم يهاجر ما يقارب 20 او 25 شخصا من ابناء القومية الشبكية".
الا ان قدو استدرك قائلا: "لا نمتلك عددا حقيقيا او بيانات بعدد المهاجرين لكن اود القول بان عدد المهاجرين يوميا من العراق في تزايد مستمر وربما يبلغ اكثر من 100 شخص في كل يوم يغادرون العراق باتجاه الدول الاوربية"، مستطردا "بحسب التقارير التي حصلنا عليها قبل يومين او ثلاثة هناك 20 عراقيا توفوا غرقا قبل يومين او ثلاثة ايام في البحر الفاصل بين تركيا واليونان بالهجرة غير الشرعية وهذا العدد في تزايد مع الاسف".
وذكر نائب رئيس لجنة المهجرين البرلمانية، انه "بسبب العدد المتزايد من المهاجرين الشباب من العراق وسوريا واليمن ومن دول اخرى، فان بعض الدول منعت دخول المهاجرين، خاصة النمسا والمانيا، فالاخيرة قامت بنصب خيام خاصة للمهاجرين"، مضيفا "نحن كمجلس نواب لا نمتلك الوسائل والامكانية في منع هؤلاء من الخروج من العراق، والحكومة عاجزة عن اتخاذ اية اجراءات، لانها تواجه مجموعة من التحديات الكبيرة وخاصة في موضوع تحرير الاراضي العراقية وموضوع العجز في الموازنة والتظاهرات الاخيرة".
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجريين، ستار نوروز، لـ"طريق الشعب": "نحن غير متفاجئين بهذا الرقم (100 مهاجر عراقي يوميا) بسبب تردي الوضع الامني والاقتصادي وانخفاض الموازنة الاتحادية العراقية، فهذه اسباب حقيقية تدفع الشباب العراقي للهجرة الى خارج العراق"، مستدركا "ليس لدينا أعداد دقيقة في هذا المجال، لانه ليس لدينا مكاتب في الكثير من دول العالم التي يسعى هؤلاء الشباب للجوء اليها، لكن نحن نعتمد في الكثير من الاحيان على تحليلات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين باعتبار غالبية هؤلاء يستعينون بالمفوضية ف? عملية طلب اللجوء الى دول الخارج". وبين نوروز، ان "انشغال الوزارة بأزمة النازحين داخليا لا يمنع من جعل ملف العراقيين في الخارج من الملفات المهمة فكان لدينا مشروع برنامج الهجرة العاملة من الاتحاد الاوربي بالاتفاق مع منظمه IOM"، مردفا "لدينا عمل مع احدى المنظمات الدولية التي تسمى طريق الحرير بالتنسيق مع دول الجوار وبعض الدول الاوربية للحد من الهجرة غير الشرعية , فهذا الموضوع اصبح مشكلة عالمية لا تخص العراق وحده، وانما اغلب الدول، خاصة الدول العربية او الدول الفقيرة التي تجتاحها موجات الصراع او الازمات الاقتصادية فأغلب الشباب يسعون للهجرة تخلصا من تلك المشاكل".
واضاف "لدينا لقاءات مهمة وواسعة مع كل سفراء الدول في بغداد ولدينا اتصالات خارج العراق، ودعونا في المؤتمرات الدولية الى محاربة الهجرة غير الشرعية والمهربين الذين يستغلون الناس من طالبي اللجوء والذين بسببهم مات الكثير من الابرياء، من الاطفال والنساء والشباب".
من جانبها، قالت عضو لجنة حقوق الانسان البرلمانية ختام عبد الرحمن، لـ"طريق الشعب": "لا توجد لدينا احصائية تخص عدد العراقيين المهاجرين الى الخارج". وبينت ان "الدولة عملت في السنوات السابقة على استقطاب الكفاءات، بالرجوع الى العراق، لكنها انصدمت بواقع العراق، فكثير من الاساتذة الذين عادوا لم يجدوا فرصة في الرجوع الى التعليم". ورأت ان "تشغيل العمالة الاجنبية في العراق بدلا من تشغيل العراقيين كان سببا اخر في هجرة الشباب".