مدارات

انت متهم بالشيوعية / علي حسين

نسمع بين الحين والآخر من يقول : " ان الاشتراكية دفنت وشبعت موتاً " ، فيما آخرون يصرون على ان الشيوعية كفر وإلحاد وفوضى ولا أخلاق .وتلك كانت البذور الاولى لمعاداة الشيوعية التي لاتزال تجد من يروج لها حتى نبهنا السيد رئيس لجنة الاوقاف البرلمانية السيد عبد العظيم العجمان " مشكورا " من ان الاشتراكية زندقة وبهتان ، وماذا عن الشيوعية يامولانا انها خراب ودمار لانها تبعد الانسان عن خالقه .. طبعا السيد رئيس لجنة الاوقاف تحدث وهو منتش ونسى ان لجنته الموقرة مهتمة بمتابعة ملف توزيع المساجد والحسينيات بين الوقفين الشيعي والسني ، فيما تصم أذانها وتغلق عيونها عن ملايين النازحين .
بين الحين والآخر يخرج علينا من على الفضائيات من يُصر على تذكيرنا بأننا نظام ديني ، ولهذا كل صوت ضد فساد الاحزاب التي تتخذ من الدين غطاء ، سيظل مجرد صوت نشاز، ونقطة سوداء برداء السياسة العراقية الأبيض ، الذي يعتقد رئيس لجنة الاوقاف البرلمانية ان ما جرى خلال السنوات الماضية، لم يلوث سمعة الاحزاب الدينية السنية والشيعية التي بقيت ناصعة، أما تقارير المنظمات الدولية، وكشوفات لجنة النزاهة، وتشريد 4 ملايين عراقي ، فهي مؤامرة شيوعية بإمتياز .
لاحظنا في الاشهر الماضية كيف ثار غضب معظم ساستنا من لافتات رفعت في التظاهرات تطالب بإرساء أسس دولة مدنية، وتتهم الاحزاب الحاكمة بأنها تقف وراء خراب العراق وهذا ليس سرا، وإنما الخراب والقتل على الهوية وسرقة أموال الدولة ونشر الطائفية وتشجيع المحاصصة، قاعدة معمول بها منذ اكثر من عشر سنوات، كم قُتل وشُرد من العراقيين خلال السنوات الماضية ؟ لا توجد احصاءات دقيقة عن المهجرين ، أصبحنا على رأس قوائم منظمات الاغاثة لعل ذلك يعطي للسيد رئيس لجنة الاوقاف النيابية وللمعترضين ، فكرة عن القيمة التي وصل لها الإنسان العراقي خلال حكم الساسة "المتقين" .
جماعات جز الرؤوس، وقبلها ميليشيات التهجير والقتل على الهوية ، لا تعمل إلا في ظل مجتمع الطوائف، أو صراع المظلوميات على اعتبار أن الإسلام غريب في هذه البلاد، وأن المسلمين مظلومون.. يتعرضون للمؤامرات.. ذلك التفسير المزيف للأزمات الذي لا يرى الواقع، لكنه يحوله إلى مبرر للحشد خلف حكومات طائفية، او جماعات إرهابية ترى في اقصاء معارضيها انتصار للدين والطائفة.
سيقول البعض إن الجماعات الارهابية لا تعرف جوهر الدين الحقيقي، ولكن ماذا عن الذين يتحدثون في الفضائيات عن قيم الدين الحنيف، لكنهم في غرفهم المغلقة ، ينتهكون كل مبادئ الدين وفضائله.
ربما لايعرف المواطن العادي ماركس وانجلز ، لكنه يدرك بالفطرة ان الشيوعيين ليسوا جماعات مستوردة ، ولم يحدث في يوم من الايام ان سرقوا أموال البلد ، ولم يُسجن أحد من الشيوعيين في جريمة فساد .
عزيزي رئيس لجنة الاوقاف البرلمانية لا تيأس ستبقى الشيوعية تلاحقنا، وتفبرك الصور والفديوهات عن تهريب أموال البلد ، والموت في المخيمات، وسرقة أموال النفط،.. وشكراً لانك نبهتنا.
المدى 9 كانون الثاني 2016