مدارات

تركيا.. لا سلام مع أردوغان

طريق الشعب
لا اثر لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، الذي تم الاتفاق عليه خلال جلسات "مؤتمر الأمن في ميونخ" بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية. ويبدو الحديث عن محادثات سلام في الخامس والعشرين من شباط الحالي غير واقعي هو الآخر، هذا ما أعلنه مبعوث الأمم المتحدة الخاص في سوريا، الجمعة الفائت لصحيفة " سفنسكا" السويدية.
وفي الوقت نفسه يواصل الجيش التركي، منذ 10 ايام، قصف مواقع "وحدات حماية الشعب الكردي" شمال حلب، وبكثافة عالية. وحسب مصادر القوات الكردية ان القصف أدى إلى استشهاد وجرح العديد من المدنيين في مدينة عفرين السورية. ولأول مرة، وكما اشارت صحف تركية، تم في محافظة هاتاي الحدودية التركية، نشر صواريخ متوسطة المدى جاهزة للإطلاق. وصواريخ هوك المضادة للطائرات، هي أقل ملائمة لقصف أهداف أرضية.
وفي العاصمة التركية أنقرة،تتصاعد صيحات الحرب بعد التفجير ، الذي ادى إلى مقتل 26 جندي،واثنين من المدنيين، الأربعاء الفائت في المربع الحكومي. ويدعي الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، إن "وحدات حماية الشعب الكردي" هي التي نفذت الهجوم. من جانبهم رفض أكراد سوريا اية صلة لهم في ما حدث. وبالمقابل طلب الرئيس التركي من حلفائه الغربيين اعتبار "وحدات حماية الشعب الكردي" منظمة ارهابية. وشدد اردوغان على ان تركيا لن تسمح بإنشاء كيان كردي في شمال سوريا. لان ذلك يعني عمليا حرمان المجموعات التي تقاتل الجيش النظامي السوري من المساعدات القادمة من تركيا.
ورفضت أيضا المطالبات التركية الداعية إلى قيام منطقة آمنة، لان ذلك سيؤدي إلى مواجهة مع روسيا، التي تقوم طائراتها بدور نشط في دعم القوات الحكومية السورية. وسبق للجيش التركي أن اسقط، في تشرين الثاني، طائرة مقاتلة روسية فوق المجال الجوي السوري. وجرى التأكيد على الحل السلمي للصراع في سوريا خلال زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى ايران ولقائه الرئيس الإيراني حسن روحاني، وتسلم الأخير رسالة خاصة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
وكان حلف الناتو قد بعث بإشارات إلى الحكومة التركية مفادها، في حال تحريض تركيا على مواجهة مع روسيا، فان الحلف سوف لن يبادر إلى دعم انقره. وفي هذا السياق قال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن في حوار مع مجلة شبيغل الألمانية، إن ضمان تدخل الناتو هو فقط" عندما يتعرض بلد عضو إلى هجوم بشكل واضح" و " ان على الناتو أن لا يقوم بتصعيد عسكري مع روسيا، بسبب التوترات الأخيرة بين تركيا وروسيا".
من جانب آخر اعلنت "القوى الديمقراطية السورية"، التي تضم إلى جانب الأكراد مجاميع أشورية وعربية، أعلنت عن إحرازها تقدما في حربها الدائرة ضد داعش في شمال شرق مدينة الحسكة السورية . حيث استطاعت قوات "القوى الديمقراطية السورية" تحرير 50 قرية. ويأتي هذا الهجوم في إطار المحاولات الجارية لعزل مدينة الرقة التي يسيطر عليها الإرهابيون، وكذلك قطع الطريق الواصلة إلى مدينة الموصل العراقية، وفق ما اعلنه سمكو سيلي احد قادة قوات "القوى الديمقراطية السورية".