- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأربعاء, 30 آذار/مارس 2016 08:29

في مثل هذه الايام من سنة 1996، انقضت خمس سنوات على انتفاضة آذار 1991 الشعبية المجيدة ضد نظام صدام حسين الدكتاتوري الوحشي الغاشم.
كانت ذكريات المأثرة العظيمة للجماهير الشعبية من جانب، والانتقام المروع الذي تعرض له العراقيون على ايدي عصابات الطاغية المسعور من جانب آخر، لا تزال حية تعتمل في النفوس، وتغذي الغضب المقدس على الطغيان والعزم على اسقاطه وانقاذ الشعب من ويلاته. لكن السنوات الخمس التي مرت آنذاك على الحدث الكبير، كانت كافية من ناحية ثانية، لاستعادة محطاته وتفاصيله، واعادة رسم صورها، وتأمل التجربة الفريدة وإعمال الفكر فيها عميقا، وتقييمها بجوانبها المختلفة، واستخلاص ما ينبغي استخلاصه من عبرها الغنية بحق.
وجاءت مناسبة الذكرى السنوية الخامسة للانتفاضة بالنسبة الى "طريق الشعب"، التي كانت آنذاك تصدر من مقر قيادة الحزب الشيوعي العراقي في بلدة شقلاوة الجبلية باقليم كردستان المتحرر من السلطة الدكتاتورية، فرصة للعودة الى الانتفاضة ووقائعها واحداثها، بالعرض والتحليل والتقويم.
ومن اجل ذلك توجهت الجريدة في وقت مبكر الى العديد من الرفاق والاصدقاء، المشاركين منهم مباشرة في الانتفاضة، والمتابعين لها ولمسارها عن كثب، ودعتهم الى رفدها بشهاداتهم ومشاهداتهم وذكرياتهم وتحليلاتهم وتقييماتهم واستنتاجاتهم في خصوص ذلك الحدث الجلل.
وبفضل التجاوب الواسع مع الدعوة، تمكنت "طريق الشعب" من اصدار ملفين عامرين، تضمنا عرضا شاملا للانتفاضة، بمقدماتها ومجرياتها ومنجزاتها البطولية ودروسها القيمة، وبما انتهت اليه من مآل محزن بسبب اخطائها الذاتية، والهمجية الاستثنائية لقطعان النظام الصامي، والتواطؤ الامريكي السافر معه.
في عدد جريدتنا اليوم، وفي مناسبة الذكرى الخامسة والعشرين للانتفاضة المجيدة، نعود على هاتين الصفحتين الى الملفين المذكورين ونقتبس شيئا مما تضمناه، خاصة على صعيد التحليل والتقييم والاستنتاج. يدفعنا الى ذلك الشعور بالحاجة الى استذكار ما يمكن من وقائع وعبَر تلك المأثرة الخالدة، والرغبة في وضعها تحت تصرف من لم يتمكنوا حتى اليوم من الاطلاع عليها والافادة منها، وهم كثيرون بالتأكيد.
ويبقى ان نشير في شأن الدراسة المعنونة " لماذا انتفض الشعب؟ ولماذا خسر المعركة" وهي بقلم عضو المكتب السياسي لحزبنا سابقا الرفيق عمر علي الشيخ، الى اننا وللاسف لا ننشرها كاملة، بسبب ضيق المساحة المتاحة لهذا الملف، ورغبتنا في تنويع ما نقتبسه للنشر على صفحتيه.
المحرر