مدارات

ترامب في البيت الأبيض.. ورفض في الشارع الأمريكي

متابعة «طريق الشعب»
وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أول مرسوم تنفيذي في مكتبه بالبيت الأبيض، وذلك عقب يوم من مراسيم تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة، خلفا لباراك أوباما. ويتعلق المرسوم بتخفيف الأعباء التنظيمية المتعلقة بقانون الرعاية الصحية، الذي سنه أوباما في السابق، والمعروف باسم "أوباما كير" على أن يحدد أعضاء الكونغرس طريقة الغاء ذلك القانون أو استبداله.
وفيما يتحدث خبراء انه لم يحدث ان تسلم رئيس اميركي السلطة وهو في شعبية متدنية من هذا المستوى.. يقف دونالد ترامب امام تحديات صعبة في عهده داخليا وخارجيا، وهو امام تحد اساسي يتمثل في تجاوز هذه المعارضة الشعبية له وامام تحد آخر هو تطبيق وعوده الانتخابية التي يقول العديد من المتابعين انها كانت ذات سقف عال ربما يجعلها صعبة التطبيق بشكل كامل.
خطاب التنصيب
وأقيمت مراسيم تسليم السلطة من الرئيس الديمقراطي إلى الرئيس الجمهوري على الجانب الغربي من مبنى الكونغرس وأمام حشد من الرؤساء السابقين والشخصيات البارزة ومئات الآلاف من الأشخاص الذين احتشدوا في متنزه ناشيونال مول.
وأدى ترامب القسم ليتولى مقاليد السلطة في بلد يشهد انقساماً عميقاً ووعد في خطاب شعبوي اللهجة بأن سياسته ستتمحور حول مبدأ واحد هو "أميركا أولا".
وقال ترامب إن أصوات الأميركيين وآمالهم وأحلامهم ستحدد مصير البلاد خلال المرحلة القادمة. وأعرب عن امتنانه للرئيس السابق باراك أوباما وزوجته ميشيل لدورهما في تحقيق انتقال سلس للسلطة.
وانتقد الرئيس الأميركي "انتفاع قلة في واشنطن" من الحكومة بينما يتحمل المواطنون العبء الأكبر، قائلا "الآن سيتغير الوضع.. هذه هي لحظتكم".
وأعلن ترامب عزمه على بناء طرق جديدة وجسور ومطارات وأنفاق وسكك حديد في جميع أنحاء البلاد.
وأكد الرئيس الـ45 أن أي صفقة تجارية سيتم عقدها من الآن فصاعدا مع دول العالم، ستضع في الاعتبار الولايات المتحدة أولا، مضيفا أن إدارته ستحمي الحدود وتعيد الوظائف إلى البلاد، في تطبيق لقاعدة بسيطة، وهي "اشتر منتجات أميركية ووظف مواطنين أميركيين".
ووعد بتعزيز التحالفات "ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف، الذي سنزيله تماما من على وجه الأرض".
تظاهرات مناوئة
ووصل ترامب لاحقاً إلى البيت الأبيض بصفته الرئيس الـ45 للولايات المتحدة الأميركية، وذلك بعد انتهاء مراسم حفل التنصيب الرسمية. وشهد الرئيس الأميركي عروضاً عسكرية تمثل الولايات الأميركية المختلفة، ضمن مراسيم الاحتفال بتنصيبه.
وفي وقت سابق، خرج ترامب وزوجته ميلانيا ونجلهما بارون لفترة وجيزة من السيارة الرئاسية من أجل إلقاء التحية على الحشود في شارع بنسلفانيا بين مبنى الكابيتول والبيت الأبيض.
وقبل ذلك كان الموكب الرئاسي مرّ أمام مجموعة من المعارضين الذين حملوا لافتات مناوئة لترامب.
وفيما يعكس غياب شخصيات سياسية كبرى عن حفلة التنصيب حدة الانقسام على مستوى النخبة السياسية، سجل أيضا غياب نجوم السينما والموسيقى عن الحفل بما يوحي باستياء إحدى أهم الرافعات الأميركية من تزعم ترامب للبلاد.
وانضمت مدن أميركية أخرى إلى واشنطن في الاحتجاجات على تنصيب ترامب. فقد شهدت سان فرانسيسكو تظاهرات شارك فيها الآلاف، على جسر المدينة. وتجمع متظاهرون أيضاً في هيوستن، غالبهم من المهاجرين. وشهدت دنفر في كولورادو، وفينيكس في أريزونا احتجاجات مماثلة أيضاً.
واعتقلت السلطات الأميركية نحو 217 شخصاً على إثر التظاهرات المناهضة للرئيس الأميركي.
وسرعان ما تحولت مظاهرات الاحتجاج ضد ترامب، والتي بدأت قبل حفل التنصيب، إلى أعمال شغب حطم فيها المحتجون النوافذ والمتاجر والسيارات إلى جانب اشتباكهم مع عناصر الشرطة. وردد مئات الغاضبين على تنصيب ترامب عبارات مناهضة له، في حين تشاجر آخرون مع أفراد من الشرطة في موقع غير بعيد عن البيت الأبيض، مما استدعى الشرطة للرد بإطلاق رذاذ الفلفل وقنابل صوتية.
وألقى ما بين 400 و500 متظاهر مقذوفات على عناصر شرطة مكافحة الشغب على مقربة من البيت الأبيض. وقلب المتظاهرون حاويات القمامة على الرصيف قبل ان يقوموا بإحراقها.
واحتشد نحو 900 ألف شخص في متنزه ناشيونال مول المواجه لمبنى الكونغرس الأميركي، حيث أدى ترامب اليمين وأيضاً على امتداد طريق بنسلفانيا حيث مر الموكب الرئاسي إلى البيت الأبيض وأجزاء أخرى في وسط واشنطن.
وتجمع متظاهرون في احتجاج نظمته جماعة تطلق على نفسها (عرقلوا 20 يناير) عند إحدى النقاط الأمنية المؤدية إلى مكان الحفل وأبعدت الشرطة بعضهم.
ومن أكبر الاحتجاجات ضد ترامب تظاهرة من تنظيم ائتلاف "أنسر" وهو تحالف ليبرالي فضفاض يشارك فيها الآلاف عند نصب البحرية الأميركية.
ورغم أن واشنطن هي مركز الاحتجاجات فإن نشطاء مناهضين لترامب خططوا لأخرى في أنحاء البلاد وحول العالم تتضمن تظاهرات في مدن أميركية كبرى مثل شيكاغو ولوس أنجلوس ومدن أجنبية مثل سيدني الأسترالية.
ويعتزم جهاز الأمن الرئاسي وشرطة واشنطن ووكالات أمنية أخرى نشر نحو 28 ألف فرد لتأمين منطقة مساحتها نحو ثمانية كيلومترات مربعة في وسط واشنطن.
يوم وطني مفزع!
هل تتفاقم الانقسامات وتزداد المواجهات في الشارع والتي بدأت ضد انتصار ترامب بحيث تستمر ضد سياسات ترامب ام انه سيثبت انه قادر على اخراج البلاد من الانقسام الداخلي عبر سياسات شعبية؟.
كثير من الصحف ووسائل الاعلام ابدت القلق من مرحلة ما بعد تسلم ترامب لا سيما لجهة التحركات الشعبية اضافة الى تباعده مع وكالات الاستخبارات. وعلى سبيل المثال عنونت صحيفة الأوبزرفر في افتتاحيتها "نحن محقون في الخوف من تسلم ترامب الرئاسة”. وقالت إنه إذا كانت لحظة الاحتفال بتنصيب الرئيس في الولايات المتحدة تمثل في العادة لحظة أمل عظيمة واحتفالا بالديمقراطية والانتقال السلمي للسلطة وتأكيدا للمثل والقوانين التي وضعت في الدستور الأمريكي عام 1789، فإن الاحتفال بتنصيب ترامب، ليس لحظة طبيعية، واصفة إياها بأنها لحظة فزع وقلق".