مدارات

شهداء وجرحى في صفوف المتظاهرين السلميين

طريق الشعب
سقط الشهداء وأصيب العشرات من المتظاهرين في بغداد، يوم أمس، بنيران القوات الأمنية، حسبما ذكرت الأنباء. فيما أمر القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، أمس، بفتح تحقيق كامل بشأن الإصابات التي وقعت بين صفوف الأجهزة الأمنية والمتظاهرين.
وشهدت العاصمة بغداد، خلال الأيام الثلاثة الماضية، تظاهرات يومية متواصلة أمام المنطقة الخضراء وفي ساحة التحرير، كان آخرها وأكبرها تظاهرة يوم أمس السبت.
ويطالب المتظاهرون بتغيير مفوضية الانتخابات، وتشكيل أخرى مستقلة بعيداً عن المحاصصة، وتعديل قانون الانتخابات البرلمانية بما يحقق العدالة في توزيع المقاعد حسب اصوات الناخبين.
شهداء وجرحى
ورمت القوات المكلفة بحماية المنطقة الخضراء، آلاف المتظاهرين الذين تجمعوا في ساحة التحرير، بقنابل الغاز المسيل للدموع، لمنعهم من عبور جسر الجمهورية لبدء اعتصام سلمي أمام بوابات المنطقة، مما أدى إلى اختناق أعداد كبيرة من المواطنين الأبرياء.
وأمام إصرار المحتجين على عبور الجسر وتجاوز الحواجز الكونكريتية التي نصبت في الطريق، فتحت تلك القوات النار على المحتجين العزل، ليسقط عدد من الشهداء ويصاب الكثير غيرهم.
وبحسب شهود عيان تحدثوا لوسائل الإعلام، فإن القوات استخدمت الرصاص الحي والمطاطي والغازات المسيلة للدموع لمواجهة المتظاهرين.
ولم تكتف القوات بصد المحتجين وحسب، بل لاحقتهم في أزقة منطقة الباب الشرقي والبتاويين، وطاردتهم حتى مسافة 2 كيلومتر.
وفي أثناء ذلك، كانت سيارات الإسعاف تهرع إلى نجدة المصابين ونقلهم إلى المستشفيات القريبة، التي ازدحمت بالجرحى والمختنقين.
وبحسب محافظ بغداد علي التميمي، فإن اربعة متظاهرين استشهدوا وأصيب 320 اخرين خلال التظاهرة، منهم ٧٩ اصيبوا بالرصاص الحي. وطالب التميمي رئيس الوزراء بالتحقيق ومحاسبة من يثبت تورطه بالاعتداء على المتظاهرين.
وكان زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، قد دعا المتظاهرين إلى "الانسحاب التكتيكي" حتى إشعار آخر، مبيناً أن "جهات مجهولة" استعملت "القوة المفرطة" ضد المتظاهرين، وفيما طالب الامم المتحدة والمؤسسات الحقوقية بالتدخل "فوراً" لإنقاذ المتظاهرين، توعد بـ"رد أقوى" في المرة المقبلة.
إدانات واستنكار
من جانبه، انتقد المرصد العراقي لحقوق الإنسان، أمس السبت، افراط القوات الأمنية في استخدام العنف ضد متظاهري ساحة التحرير.
وقال المرصد في بيان، تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، ان "القوات الامنية افرطت في استخدام القوة والغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين في ساحة التحرير"، مبينا ان "هناك انباء عن مقتل اكثر من متظاهر، فضلا عن اختناق واصابة العشرات".
كما دعت لجنة حقوق الإنسان البرلمانية، القوات الأمنية إلى ضبط النفس وعدم الإفراط في استخدام القوة ضد المتظاهرين.
وقالت اللجنة في بيان، ان "حق التظاهر السلمي مكفول دستوريا"، مطالبة "القوات الأمنية بضبط النفس وعدم الإفراط في استخدام القوة ضد المتظاهرين".
للإعلام نصيب من العنف
إلى ذلك، تعرضت الطواقم الصحفية الى الضرب والاعتداء والمنع من التصوير والتغطية من قبل القوات الامنية في ساحة التحرير نهار السبت بهدف منع البث المباشر للقنوات الناقلة للتظاهرات التي جرت صباحا.
وقالت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة ان كوادر قنوات دجلة والولاء و nrt عربية والعهد تعرضت جميعها الى جملة انتهاكات واعتداءات.
وبحسب بيان للجمعية تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، وتعرض طاقم فضائية دجلة الى الضرب والاعتداء اللفظي وتحطيم اجهزة البث المباشر من قبل رجال الامن، كما احتجزت القوات الامنية كادر فضائية الولاء وطاقم قناة العهد، فيما نال طاقم NRT العربية نصيبه من الغاز المسيل للدموع ما ادى الى اختناق مراسل ومصور الفضائية، ولجوئهم الى احدى المحال التجارية للعلاج.
ولاحظت الجمعية توقف البث المباشر لجميع القنوات الناقلة للحدث بعد محاولة اقتحام المتظاهرين جسر الجمهورية المؤدي الى المنطقة الخضراء.
وحملت الجمعية الحكومة مسؤولية هذه الاعتداءات، مؤكدة ان الاعتداء المتكرر على المراسلين في ميادين التظاهرة يعتبر اصرارا على انتهاك الدستور الكافل لحرية العمل الصحفي.
كما دعا المكتب الإعلامي لنائب رئيس الجمهورية إياد علاوي، أمس، إلى إطلاق سراح إعلاميين تم إيقافهم خلال التظاهرة، مبدياً رفضه "الانتهاكات" التي رافقت التظاهرة.
ودعا مكتب علاوي قيادات الأجهزة الأمنية إلى التوجيه باحترام وسائل الإعلام، وتأمين حمايتها وتمكينها من نقل الحقيقة وتغطية الأحداث والتعبير عن رأيها فيها، والإطلاق الفوري لسراح من جرى توقيفهم.