- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الإثنين, 13 شباط/فبراير 2017 21:09
مكسيكو، سانتياغو، واشنطن – وكالات
في اوج ازمة دبلوماسية بين مكسيكو وواشنطن، خرج المكسيكيون، في اكبر تظاهرات حتى الان دعت اليها نحو ثمانين منظمة اهلية وشركة وجامعة، احتجاجا على الرئيس الامريكي دونالد ترامب ومشروعه لبناء جدار على الحدود بين البلدين.
وبدأت التظاهرات يوم الاحد في نحو 20 مدينة في انحاء البلاد بما فيها العاصمة مكسيكو حيث تدفق الالاف الى الشارع الرئيسي وهم يرتدون الملابس البيضاء ويلوحون بعلم بلدهم المؤلف من الالوان: الاحمر والابيض والاخضر.
وتحت اسم "#فيبرامكسيكو" (لتهتز المكسيك) الذي تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع، دعي السكان الى النزول الى الشوارع.
وقالت نحو ثمانين منظمة اهلية وجامعة وشركة تنظم التحرك في بيان "حان الوقت لنوحد نحن المواطنين قوانا واصواتنا من اجل التظاهر تعبيرا عن رفضنا لنوايا الرئيس ترامب والاستياء منها، مع البحث في الوقت نفسه عن حلول عملية للتحدي الذي تمثله".
وتأتي هذه الدعوة بينما تشهد المكسيك والولايات المتحدة اخطر ازمة دبلوماسية بينهما منذ عقود.
وبدأت بوادر الازمة خلال الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري الذي وصف بعض المكسيكيين بانهم "مجرمون" و"مرتكبو جرائم اغتصاب" و"رجال اشرار"، واتهمهم بسرقة الوظائف من الاميركيين.
ووقع ترامب في 25 كانون الثاني مراسيم لإطلاق مشروع بناء جدار على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك وللإسراع في طرد المهاجرين غير الشرعيين. وردا على ذلك، ألغى الرئيس المكسيكي انريكي بينيا نييتو زيارة لواشنطن كانت مقررة في 31 كانون الثاني، احتجاجا على إصرار ترامب على أن تتحمل المكسيك تكاليف بناء الجدار.
ويريد الرئيس الجمهوري ايضا اعادة التفاوض حول اتفاق التبادل الحر لاميركا الشمالية الذي تميل كفته لصالح المكسيك.
ومنذ ذلك الحين تحدث الرجلان هاتفيا واتفقا على اجتماع فريقيهما للخروج من المأزق.
لكن المكسيكيين لا يزالون غاضبين. ووجهت في نهاية الاسبوع دعوات الى مقاطعة المنتجات الامريكية مثل ستارباكس وماكدونالدز وكوكا كولا والى التعبير عن المشاعر الوطنية عبر وضع العلم المكسيكي كصورة للافراد على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي.
وتعهدت ادارة ترامب بتسريع طرد المهاجرين غير الشرعيين، لكنها قدمت البرهان هذا الاسبوع عبر ابعاد غوادالوبي غارسيا دي رايوس الى المكسيك الخميس غداة زيارة روتينية لسلطات الهجرة في فينيكس بولاية اريزونا.
وادى ابعاد المرأة البالغة من العمر 35 عاما ولديها طفلان مولودان في الولايات المتحدة، الى تظاهرات امام مكاتب الهجرة كما ذكرت وسائل اعلام اميركية.
وردا على ذلك، دعت الحكومة المكسيكية رعاياها الى "الحذر والبقاء على اتصال باقرب قنصلية للحصول على المساعدة اللازمة في حال واجهوا اوضاعا مماثلة".
والولايات المتحدة هي الشريك التجاري الاول للمكسيك التي ترسل ثمانين بالمئة من صادراتها الى الاراضي الاميركية. ويقدر عدد المهاجرين الذين يقيمون على الاراضي الاميركية بـ11 مليون شخص معظمهم من المكسيكيين.
دعم وتنديد
نددت رئيسة تشيلي ميشيل باشليه ونظيرها الأرجنتيني ماوريسيو ماكري، في تشيلي، بـ"كراهية الأجانب والحمائية التجارية".
وكان الرئيسان يشيران بذلك الى نظيرهما الاميركي دونالد ترامب، دون تسميته، والى السياسة الحمائية التي كان قد تحدث عنها.
وقالت باشليه في ختام اجتماعها بماكري في كولينا، على بعد زهاء ثلاثين كيلومترا شمال سانتياغو "في وقت يواجه الكوكب عودة الأفكار التي تدعم الانفصال وكراهية الأجانب والحمائية التجارية، تطالب تشيلي والأرجنتين (...) مجددا بالوحدة والتكامل الثنائي والإقليمي".
واعتبر ماكري خلال الزيارة الرسمية الأولى له الى تشيلي منذ انتخابه في خريف 2015 أن "علينا أكثر من أي وقت مضى التفكير بأي طريقة سنواجه هذه التحديات بنجاح وتحويلها الى فرص لشعوبنا".
ووفقا لهيرالدو مونوز وزير خارجية تشيلي، فقد عبر الرئيسان عن دعمهما المكسيك حيث تظاهر الآلاف الأحد ضد مشروع ترامب لبناء حائط على طول الحدود الأمريكية المكسيكية.
تلويح بإجراءات جديدة
يتوقع أن يكشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إجراءات جديدة بشأن الهجرة، خلال الايام المقبلة، تحت شعار الحفاظ على أمن الأميركيين، فيما كرر أحد كبار معاونيه بأن الرئيس لم يتعد سلطاته عبر قرار حظر السفر المثير للجدل.
ومع تعليق محكمة استئناف فدرالية الحظر بشكل مؤقت بانتظار المزيد من المراجعة القانونية، قال مستشار الرئيس الاميركي ستيفن ميلر لشبكة "فوكس" الاخبارية "ندرس جميع الخيارات المتاحة". ومن الخيارات المتاحة أمام البيت الأبيض حاليا، إما التقدم باستئناف عاجل امام المحكمة العليا، وإما الدفاع عن القرار الرئاسي في المحاكم الابتدائية، وإما اصدار مرسوم جديد، وهو ما اقترحه ترامب الجمعة. وقال ميلر على قناة "ان بي سي" التلفزيونية "نفكر بتحركات جديدة وإضافية لضمان عدم تحول الهجرة إلى وسيلة لإدخال أشخاص معادين لهذا البلد ولقيمه"، مضيفا أن "القضاة استحوذوا على صلاحية تعود في الواقع للرئيس الأميركي". وفيما ينتظر أن تحدد المحاكم مصير القيود التي فرضها ترامب على الهجرة، مهد قرار تنفيذي آخر يعطي الأولوية لترحيل المهاجرين غير الشرعيين، الطريق لتوقيف مئات الاشخاص خلال الأسبوع الماضي، معظمهم من دول أميركا اللاتينية. واحتمال اصدار مرسوم معدل قادر على تجاوز المحاكم أثار مخاوف المعسكر الديمقراطي الذي يعتبر أن القرار يستهدف المسلمين. وحذر السناتور الديمقراطي بن كاردن من أن "هذا سيساعد المنظمات الإرهابية في تجنيد" أنصار و"سيشكل خطرا على الأميركيين في الخارج".