- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأحد, 28 أيار 2017 19:51
"طريق الشعب"
اعلن جيريمي كوربن، زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، يوم الجمعة الماضي، انه في حال فوز حزبه في الانتخابات التي ستجري في 8 حزيران القادم فان الحكومة التي سيشكلها ستكون "قوية ضد الارهاب " وأسبابه، مشيراً الى ان ما يسمى "الحرب على الارهاب"، المستمرة منذ 14 عاماً، لا تحمي الشعب البريطاني.
جاء ذلك في كلمة ألقاها بعد استئناف الأحزاب والحملات الانتخابية في بريطانيا لأنشطتها بعد تعليقها عقب الاعتداء الارهابي الذي استهدف حفلة غنائية في مدينة مانشستر ليل الاثنين الماضي وراح ضحيته 22 قتيلاً وأكثر من 60 جريحاً بينهم أطفال ومراهقون. وتبنى تنظيم داعش هذا الاعتداء الذين نفذه بريطاني من أصل ليبي يدعى سلمان العبيدي، وأعلنت حكومة المحافظين رفع مستوى التأهب في البلاد إلى أقصى درجة.
وقال انه "لا يمكن لأي تحليل منطقي يستند على أفعال أي حكومة ان يبرر، او حتى يوضح بما فيه الكفاية، فظاعات كالمجزرة التي وقعت هذا الاسبوع.. ولكن يجب ان نتحلى بشجاعة كافية للاعتراف بأن الحرب على الارهاب فاشلة". واضاف ان "الكثير من الخبراء، بما في ذلك خبراء في مجالات الأمن والاستخبارات، ربطوا بين الحروب التي انخرطت فيها بريطانيا أو دعمتها أو شاركت فيها في الخارج، والإرهاب في الداخل".
وحض كوربن الحكومة البريطانية على ان تعترف بأن عمليات القصف الجوي وارسال قوات مسلحة الى الشرق الأوسط وشمال افريقيا لا يؤدي الاّ الى صب المزيد من الزيت على النار. وقال ان هذه القضية يجب ان تناقش بعيداً عن توجيه اتهامات من قادة سياسيين آخرين بأن مثل هذه الآراء غير وطنية. وأكد ان هذا الموقف "لا يقلل بأي شكل من الذنب الذي يتحمله اولئك الذين يعتدون على اطفالنا".
وطمأن كوربن في خطابه الجنود البريطانيين الى انه، كرئيس وزراء، لن يرسلهم الى القتال خارج البلاد الاّ اذا كانت هناك "حاجة واضحة" من اجل تحقيق سلام دائم في مناطق تعاني الحروب. واتهم حزب المحافظين الحاكم بخفض الانفاق على الشرطة والتسبب بزيادة مخاطر الارهاب بسبب التدخلات العسكرية خارج بريطانيا.
واعلن انه في حال تولي حزب العمال الحكم فانه سينشر 10 آلاف اضافيين من الشرطة ويحسّن اوضاع السجون ويمنح الاجهزة الأمنية موارد اضافية لمراقبة العناصر المشتبه بتورطها في الارهاب. وقال "سنغير سياساتنا في الداخل وفي الخارج"، مضيفاً أن حكومته ستسلك نهجاً مختلفاً في السياسة الخارجية من ناحية، وتجاه ميزانية الشرطة والخدمات الأمنية وخدمة الرعاية الصحية الوطنية، من ناحية أخرى.
وفي بداية خطابه، أشاد كوربن بردود الفعل "الملهمة" وبأولئك الذين هبوا لتقديم يد المساعدة في أعقاب الهجوم الإرهابي "شديد القسوة". وأضاف ان الإرهاب "لن يفرّقنا ولن ينتصر".
وقال ان "اللوم يقع على الإرهابيين بالطبع لكننا أيضا يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا بشأن ما يهدد أمننا بالفعل. ولا يمكن بالتأكيد اختزال هذه الاسباب الى القرارات المتخذة على صعيد السياسة الخارجية وحدها". واوضح انه خلال السنوات الـ15 الماضية نشأت ثقافة فرعية للعنف الانتحاري وسط اقلية ضئيلة، من الشبان بدرجة رئيسية، تستمد شرعيتها بصورة زائفة من المعتقدات الاسلامية. واعتبر ان هذه النزعات "غالباً ما تنمو في نظام سجون يحتاج الى موارد واصلاح".
وتعرض كوربن الى انتقادات من قادة حزبي المحافظين والديمقراطيين الأحرار للتوقيت الذي اختاره لخطابه بعد بضعة ايام من الاعتداء الارهابي في مدينة مانشستر، واتهموه بمحاولة تقديم "وجهة نظر سياسية ضيقة". ووصف بن والاس وزير الأمن البريطاني في حكومة المحافظين اختيار كوربن لتوقيت تصريحاته بأنه "مروع".
لكن الزعيم العمالي أكد انه "لا يرغب في كسب نقاط سياسية في وقت يجب أن يتضافر فيه البريطانيون"، مشيراً إلى أن "الفهم المستنير للأسباب التي أدت إلى الإرهاب جزء لا يتجزأ من طريق حماية أمننا ومواطنينا". وأضاف كوربن أن دور السياسات يجب أن يتمثل في "محاربة الإرهاب لا تغذيته"، متعهداً باتخاذ كافة الاجراءات الممكنة "لحماية بلادنا". وشدّد على "مسؤولية" الحكومة عن التقليل الى أقصى حد من احتمال وقوع اعتداءات. واعتبر ان استئناف الحملة الانتخابية يمثل "تحدياً" بوجه الارهابيين الذين يرفضون الحريات الديمقراطية.