- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأحد, 28 أيار 2017 19:57
طريق الشعب
احتجاجات متصاعدة قادها الشباب في مناطق ريفية بتونس والمغرب خلال الأسابيع الماضية، وتشابهت الاحتجاجات والمظاهرات التي شهدتها مدينة تطاوين جنوبي تونس، ومدينة الحسيمة الواقعة شمال شرقي المغرب، في التوقيت، والأسباب التي تؤكد على سوء الأوضاع الاقتصادية وزيادة أعداد البطالة وارتفاع معدلات الفقر في المناطق الريفية بالبلدين.
تخوين حكومي لاحتجاجات المغرب
تدخلت الشرطة بقوة في مدينة الحسيمة شمال شرقي المغرب، التي اشتهرت بعد موت بائع سمك طحنا داخل شاحنة قمامة، لمنع أي تظاهرة كبيرة دعما لناصر الزفزافي الذي يتزعم حركة احتجاج شعبية تهز المنطقة منذ ستة أشهر، والمتواري عن الأنظار بينما يبحث القضاء عنه.
اندلعت صدامات ليل السبت الأحد (27-28 أيار) بين الشرطة المغربية ومتظاهرين في مدينة الحسيمة. وعلى وقع هتاف "يحيا الريف" و"كلنا زفزافي" حاولت مجموعات من عشرات الشبان التجمع والتوجه الى وسط المدينة.
وأفاد مراسلون من "فرانس برس"، أن قوات مكافحة الشغب تدخلت على الفور لتفريقهم مستخدمة الهراوات. وتفرق المحتجون بحلول منتصف ليل السبت الأحد لتصبح الشوارع شبه مقفرة من المارة وانتشرت فيها قوات مكافحة الشغب التي تركزت خصوصا في الساحة الكبرى للمدينة، إلى جانب مجموعات صغيرة من الشبان في بعض الأزقة المعتمة. وسجلت صدامات مماثلة في مدينة امزورن المجاورة حيث تدخلت قوات حفظ النظام لتفريق التجمعات.
وتمثلت مطالب المتظاهرين في الحسيمة، بضرورة توفير فرص العمل، والعمل على تنمية المناطق، خاصة وأن المجتمع الريفي في المغرب يعاني من احتفان اجتماعي لغياب مناطقهم عن خريطة التنمية والرعاية وإتاحة فرص العمل.
واعتقلت السلطات عشرين شخصا عقب وقوع اشتباكات عنيفة بين الشرطة ومحتجين في الحسيمة. وقال ناشطون وسكان محليون إن اشتباكات اندلعت في الحسيمة بعد أن حاولت السلطات اعتقال الناشط المعروف ناصر الزفزافي الذي قاد مظاهرات وقعت في الآونة الأخيرة وقاطع إمام مسجد أثناء إلقائه خطبة الجمعة.
والاحتجاجات السياسية نادرة في المغرب ولكن التوتر يسود مدينة الحسيمة منذ تشرين الأول بعد موت بائع سمك سُحق داخل شاحنة قمامة أثناء محاولته استعادة أسماك صادرتها الشرطة. وأثار موته غضبا ضد الفساد وبعضا من أضخم الاحتجاجات منذ المظاهرات المستوحاة من "الربيع العربي" في 2011.
وقال بيان للنائب العام في الحسيمة نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء إن اعتقال هؤلاء الأشخاص العشرين جرى يومي 26 و27 أيار بسبب تهديدهم الأمن العام في المغرب. وأضاف البيان أن التحقيق المبدئي أظهر حصول هؤلاء الأشخاص على تحويلات مالية ودعم لوجستي للقيام بأنشطة دعائية لتقويض وحدة أراضي المغرب ولتقويض ولاء المواطنين للدولة المغربية ومؤسساتها.
وكان ناصر الزفزافي زعيم حركة "الحراك" قاطع الإمام أثناء إلقائه خطبة الجمعة في مسجد محلي. وتسعى السلطات للقبض عليه بتهمة تعطيله شعيرة دينية وهي جريمة تصل عقوبتها الى السجن. ولم تستطع السلطات اعتقال الزفزافي الذي فر من المدينة.
ووفقًا لموقع "هسبيريس" المغربي، تعد الاحتجاجات هذه المرة غير مسبوقة في الحسيمة، وريف المغرب، مطالبة باتخاذ إجراءات على المستوي الاقتصادي والاجتماعي والتنموي، ليوجه المتظاهرون انتقادات لاذعة لحكومة العدالة والتنمية ورفضهم لإيجاد مخرج وتهدئة الاحتقان بالإقليم.
تواصل اعتصام "الكامور" في تونس
وفي تونس الدولة القريبة من المغرب، يتواصل في تطاوين اعتصام عدد من الشباب العاطل عن العمل المتواجدين في الكامور وفي نقاط اعتصام وسط المدينة وذلك للشهر الثاني على التوالي للمطالبة بالتشغيل والتنمية والى حين استجابة الحكومة للنقاط التي تقدموا بها لوزير التكوين المهني والتشغيل المكلف بملف تطاوين وفقا لتنسيقية الاعتصام.
المعتصمون الذين توجّهوا إلى الصحراء للضغط على الحكومة لتحقيق مطالبهم بالتشغيل أكدوا إصرارهم على المضيّ قدما في تحرّكاتهم.
ويتواصل غلق معبر ذهيبة وازن من الجانب الليبي على خلفية ما شهدته ولاية تطاوين من احتجاجات و توترات أمنية وفق ما اوردته اذاعة تطاوين.
المشهد في تونس بات تراكما من المشكلات، وحاول محتجون تونسيون غاضبون الأثنين ( 22 أيار) دخول منشأة نفطية عنوة في "الكامور" بالقرب من تطاوين جنوب تونس رغم أنّ الجيش يحميها، ونتج عن ذلك توقف أغلب منشات وحقول النفط عن الانتاج، كما قطعت شركات النقل عمليات نقل النفط. و أكد المتحدث باسم الحرس الوطني خليفة الشيباني عبر اذاعة موزاييك الخاصة "وجود تحريض على شبكات التواصل الاجتماعي من أجل تأجيج الأوضاع و العصيان المدني في البلاد".
قد يخلق ما يجري في تونس، والفوضى الضاربة في ليبيا منذ اسقاط نظام العقيد القذافي، مناخا يمتد الى المغرب، الجار الكبير الذي خرج معافى من نيران "الربيع العربي"، فيؤثر عليه وفق مبدأ الدومينو ليصنع نوعاً آخر من الحراك قد يفسر ما يجري في هذا البلد.