مجتمع مدني

صوتك ذهب فلا تعطه لغير الذهب / سهاد ناجي

مع بداية الحملة الدعائية الانتخابية لمرشحي مجلس النواب القادم بداية الشهر الحالي، وانطلاق الفعاليات الجماهيرية لناشطي الحزب الشيوعي العراقي في بغداد للترويج لمرشحه الاول في المحافظة جاسم الحلفي ضمن قائمة التحالف المدني الديمقراطي رقم 232، تنافست المجاميع المشكلة من الرفاق في اقامة مختلف الفعاليات وفي مختلف المناطق، كان القصد منها تشجيع المواطن على المشاركة الفعالة في الانتخابات، وثانيا لايصال برنامج قائمة التحالف المدني الديمقراطي لاكبر عدد من المواطنين بغية التصويت لها. وهو حق مشروع لكل مرشح ايمانا من الحزب الشيوعي ورفاقه بالعملية الديمقراطية والتغيير السلمي عبر صناديق الاقتراع.
كان التنافس محموما وحميما بين الناشطين من اجل المشاركة في الفعاليات الاعلامية، ما شجع العديد من أنصار الحزب على المشاركة في الترويج لمرشح الحزب.
كان مفرحاً ان تلح عليّ امرأة ولأكثر من مرة للمشاركة في تلك الفعاليات الجماعية، مع العلم انها لم تشارك في اي فعالية جماهيرية ولم تنضم لأية جهة او حزب او منظمة سياسية، والأجمل هو طلبها بالتحديد ان ترفع صورة جاسم الحلفي تسلسل 2، لكي تراها نسوة الجيران.
استغربت من طلبها هذا، فهي ام وعاملة، ولها ارتباطات اجتماعية كثيرة ومثقلة بالأشغال من الصباح حتى المساء، بالاضافة الى ان وقتها لا يتلاءم مع وقت اقامة الفعاليات الإعلامية.
دفعني الفضول لاسألها عن سبب الإصرار هذا - ربما كي اعرف دواخل نفسها - فأجابت لانني سأنتخب مرشح الحزب الشيوعي العراقي وكلي ثقة وتأكيد بأنه خير من يمثلني في مجلس النواب القادم، وخير من سيعمل على تشريع القوانين التي تنصف المواطن المتعب والمرأة العراقية المضطهدة بشكل خاص.
ومن عادات بعض النسوة العراقيات والتي توارثنها عن أمهاتهن اقتناء الحلي الذهبية وشراؤها، فالذهب في عرفهن زينة وخزينة، وهو نوع من الادخار لوقت الحاجة والعوز، ومثلما هو معروف ان الذهب من المعادن النفيسة والغالية لا يسقط ثمنه بمرور الوقت، كما ان من طبع نسوة اخريات التضحية والعطاء، كالأم مثلا، فهي التي تربي وتسهر وتتعب، ليكبر أولادها ذخراً لمستقبلها، وكثيرا ما تردد أمي "ربيتك اوليدي لوكت شيبي". وانا مثلهن ادخرت صوتي، لأعطيه الى ابن العراق البار مرشح الحزب الشيوعي، فطبع الحزب الدفاع عن مصالح الناس الفقيرة، وهم أبناء هذا الشعب ومنه وفيه.
ايام قلائل تفصلنا عن يوم الحسم النهائي، وهو يوم الانتخابات البرلمانية، يوم التصويت الشعبي والذي سيكون الحد الفاصل لاختيار الشعب لممثليه في مجلس النواب العراقي. فهل ادخرتِ صوتك الذهب سيدتي المرأة العراقية، مثلما ادخرت صديقتي صوتها لابن الشعب جاسم الحلفي تسلسل 2 في القائمة 232 ؟