مجتمع مدني

المرأة العراقية.. من يمثلها في الانتخابات القادمة؟

بغداد – وكالات

كانت بداية لحوار ساخن دار بين ركاب السيارة حين قالت المرأة العجوز وهي تتفرج كغيرها من الركاب على صور المرشحين والمرشحات للانتخابات "والله مخازي.. ميكعدن ببيوتهن احسن" وقد وافقها في الرأي اغلب الرجال وامتعضت امرأتان شابتان بهز رأسيهما دون ان تغامرا بالمشاركة في النقاش الذي قد يعود عليهما بالضرر، بينما انتفض احد الشباب معارضا رأي السيدة ومحاولا اعطاء الحق للنساء في المشاركة في الانتخابات وتمثيل بنات جنسها، كما ايده رجل آخر مستنكرا جهل المواطن العراقي بأهمية الانتخابات ودور المرأة فيها.
عن هذا الموضوع تعترف المواطنة طيف ابراهيم، وهي موظفة بأنها ستختار مرشحا من بين الرجال، لأنها لا تثق بقدرة المرأة النائبة على خوض المعارك والصدامات لانتزاع حقوق المواطن العراقي والمرأة العراقية، وتؤكد بقولها ان مجتمعنا العراقي جائر في احكامه على النساء ولا يحترم المرأة المبالغة في جرأتها.
وعلى العكس من الرأي السابق تقول المعلمة وجدان فاضل: ان الحقوق يجب ان تنتزع انتزاعا وسط هذه الفوضى السياسية والتلاعب على المواطن العراقي، مؤكدة على انتخابها لعنصر نسوي لانها اعرف بمعاناة المراة العراقية.

تكملة للقوائم المرشحة

من جهتها، تعتقد اسماء صالح الاعلامية، ان ترشيح بعض الوجوه النسائية الفتية والتي لا تتمتع بكفاءات علمية بارزة مجرد تتمة للقوائم الانتخابية وواجهة للكتل التي تهتم بالحصول على اصوات الشباب دون شك، فمنهم من يختار الصورة الاجمل بين المرشحات على سبيل الدعابة كما يحصل عادة بين الشباب، لهذا السبب تفضل اسماء اذا ما قررت الذهاب الى صناديق الاقتراع - اختيار شخصية نسائية ذات كفاءة علمية وحضور اجتماعي وسمعة طيبة فوحدها القادرة على احداث تغيير.
فيما ام اسماعيل التي تعمل منظفة في احدى الوزارات فهي ترفض قطعاً اختيار امرأة مرشحة، خاصة تلك التي ترى صورتها تجاور صورة رئيس القائمة من الرجال، والذي يعني في اعتقاد ام اسماعيل انها تابعة له في قراراتها.

قيادات غير منصفة

المرأة تمثل نصف المجتمع، وفي العراق تمثل الجزء الاكبر منه اذ تصل نسبتها الى 60 في المئة منه، وعلى الرغم من ذلك، الا ان قادة الكتل السياسية غالبا ما يهمشون المرأة في العملية الديمقراطية، كما ترى النائبة ازهار الشيخلي، فمهما حصلت النائبة على اصوات تؤهلها للحصول على مناصب قيادية في الدولة، الا ان قادة الكتل لا يفضلون العنصر النسوي، لذا يرشحون رجالا لتولي وزارات الدولة، وهو ما تعتبره الشيخلي خرقا دستوريا، وتطالب الاهتمام بالعنصر النسوي في الانتخابات المقبلة.
من جهتها، لا تحبذ المحامية المرشحة حاليا لخوض الانتخابات الدكتورة فائزة باباخان زيادة النسبة، بل المشاركة السياسية الواسعة وباستحقاق ذاتي دون محاولة فرض المرأة من خلال نسبة محددة، سيما وأن اغلب التيارات السياسية تسعى الى تهميش المرأة وكأنها مفروضة عليهم، والأمر ذاته في الجامعات والدوائر، فالمرأة الكفوءة مبعدة غالبا ومن يشغل المناصب القيادية رجال اقل منها كفاءة.

توعية بضرورة المشاركة في الانتخابات

وتدعو الناشطة مديحة محمد، منظمات المرأة الى التعاون وتنسيق العمل المشترك من اجل تثقيف النساء العراقيات ودفعهن الى المشاركة في الانتخابات، وتؤكد على ان المساهمة في الانتخابات القادمة من قبل النساء من شانه إحداث تغيير لطرد العملة الرديئة واستبدالها بوجوه جديدة.
من جهتها، اكدت المحامية أزهار الشعرباف، على ضرورة توعية وتثقيف المرأة دستوريا وقانونيا عبر تعريفها بحقوقها التي كفلها القانون والدستور، مشيرة الى الدور الفعال لمنظمات المجتمع المدني في ذلك، وفي مقدمتها توعية المراة للمشاركة في الانتخابات من اجل اختيار المرشحين الكفوئين لتمثيلها في مجلس النواب القادم.
ربما ما يزعزع ثقة المرأة النائبة بقدراتها، هو شعورها بعدم الانصاف من قبل السياسيين والمجتمع الذكوري لبلدنا العراق، لكنه لا يلغي طموح المرأة المرشحة في إصرارها وتحديها للمعرقلات التي تقف بطريقها من اجل الوصول الى مقاعد البرلمان لتمثيل بنات جنسها وايصال صوتهن واصوات العراقيين كافة الى اصحاب القرار.