مجتمع مدني

"طريق الشعب" ترافق "طبيب الشعب" الى مجمع النهروان لتقديم المساعدة للنازحين

ناطق محمد
زار وفد من الحزب الشيوعي العراقي ورابطة المرأة العراقية، وعدد من المتطوعين، برفقة فريق طبي يقوده الدكتور مزاحم مبارك، المعروف باسم "طبيب الشعب"، أمس الثلاثاء، مجمع النهروان (مجمع النبي يونس) المخصص للنازحين، وقام الوفد بتقديم مساعدات انسانية وطبية على العوائل النازحة من محافظة الموصل وغيرها من المحافظات التي اقتحمها تنظيم داعش الارهابي بعد العاشر من حزيران الماضي.
وتحدث الوفد مع ادرة مجمع النهراون حول اوضاع النازحين واحتياجاتهم الضرورية، شاكرين جهود جميع المنظمات التي تسعى الى فعل الخير، ووعد الوفد ادراة المجمع بمواصلة نشاطهم لمساعدة النازحين.
وقام الدكتور مزاحم مبارك "طبيب الشعب"، يساعده فريق طبي، متكون من المعاون الوقائي طه احمد عبد الرزاق، والممرضة سلمى بلحد هرمز، ومجموعة متطوعين آخرين، باستقبال مرضى المجمع، في كرفان قامت بتوفيره ادارة المجمع، غير انه خلا من الكهرباء في ظل ارتفاع شديد بالحرارة.
واستقبل الفريق الطبي، نحو 90 شخصا، بينهم أطفال وشيوخ، تنوعت حالاتهم المرضية، الا ان اغلب الحالات كانت تخص ارتفاع ضغط الدم والتهابات والآم مفاصل وبعض حالات الصداع التي يشتبه انها داء الشقيقة.
ووزع الوفد بعض المساعدات الضرورية على عوائل النازحين، تمثلت بمواد غذائية ومستلزمات تخص النساء والأطفال.
والجدير بالذكر ان النائب الاول لمحافظ بغداد جاسم البخاتي، كان قد قدم تسهيلات لزيارة الوفد الى مجمع النهروان وتوزيعه المساعدات على النازحين في المجمع.
وفي حديث مع "طريق الشعب" امس الثلاثاء، قال محمد محسن، مدير مجمع نبي الله يونس (النهروان) ان "المجمع بحاجة الى مواد صحية لكل كرفان، بالإضافة الى هناك بعض الكرفانات يزيد عدد الساكنين فيها عن العشرة أشخاص"، مبينا انه "بعد اكتمال المرحلة الثانية من تجهيز المجمع ستكون لكل عائلة كرفانا خاصا بها".
وأوضح محسن، ان "الكرفان الواحد المخصص الى النازحين مساحته 12 في 4 امتار تسكن فيه عائلتين بشرط ان يكونوا من الأقارب، وتحديدا من الذين استقبلناهم في مدارس بغداد ويبلغ عددهم ما يقارب 186 عائلة"، مضيفا ان "ادارة المجمع تسعى للتنسيق مع الدوائر الحكومية وخاصة التربية، حتى يتسنى لطلبة العوائل النازحة الالتحاق بالمدرسة الموجودة في المجمع حسب المرحلة التي وصل اليها". ونبه مدير مجمع النهروان الى ان "افراد العوائل النازحة ليس لديهم مصدر يعتاشون منه ويعتمدون على المساعدات التي تصل من منظمات المجتمع الدولي والناس الخير?ن".
من جهتها، قالت احدى النازحات في المجمع، وهي ام شابة تبلغ من العمر 35 عاما، لها حكاية مؤلمة، قبل وصولها الى بغداد، قصتها انها قامت بدفن طفلتها الرضيعة ذات الاربعين يوما، والتي توفت بسبب الحرارة الشديدة على الطريق، في اثناء نزوحهم من الموصل. الام التي تحفظت عن ذكر اسمها، والتقاط صورة لها، قالت لـ"طريق الشعب" ان "توفير مأكلنا ومشربنا يعتمد على المساعدات التي تصلنا من منظمات المجتمع والحكومة وفي اليوم الذي لم تصلنا فيه مساعدات نعتمد على ما تبقى من اليوم السابق بغض النظر عن صلاحيته"، واصفة "حجم المساعدات التي ت?لهم يومية بالقليلة التي لا تسد حجة العوائل النازحة"
وأضافت ان "أكثر العوائل الموجودة خرجت من ديارها تاركة كل ما لديها من أملاك خلفها"، مطالبة "الجهات المسؤولة بإيجاد حل لمعاناتنا وإعادتنا الى مدننا حتى نرجع لحياتنا الطبيعية".
وبينت الام النازحة من الجانب الايسر في الموصل، ان "معاناة كبيرة نواجهها بالسكن لان كل عائلتين يسكنون بكرفان واحد، مهما كان عدد العائلة، مما جعل اولادنا يقضون يومهم خارج الغرفة الكرفان حتى تتسع لما تبقى من العائلة"، داعية "الجهات الحكومية الى السعي الجاد لتحسين وضعنا الإنساني الذي نعيشه يوميا ولا سيما الاحتياجات الخاصة للمسنين".