مجتمع مدني

طلبة العلوم التطبيقية: معتصمون حتى عدول وزارة التعليم العالي عن قرار نقلنا

علي عبد الخالق
في العراق فقط.. يُنقل ما يزيد عن ألف طالب وطالبة، من جامعة إلى أخرى، بجرة قلم وزير ترك الوزارة بعد يومين !
لكن طلبة قسم العلوم التطبيقية في الجامعة التكنولوجية، رفضوا تطبيق قرار نقل قسمهم إلى كلية الكرخ للعلوم "المستحدثة" في منطقة ابي غريب، التي يعرف أنها "ساخنة أمنياً".
رفض قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، كان مبرراً بالنسبة للطلبة عبر جملة أسباب، بدءاً من التنديد بعدم استشارة الطلبة أو التدريسيين، ومروراً بتغيير اسم جامعتهم، وليس أنتهاءاً عند نقلهم إلى جامعة جديدة ليس لها بنى تحتية بعد !
طالب قسم العلوم التطبيقية في المرحلة الثالثة يوسف ابو العيس قال لـ"طريق الشعب"، على هامش المؤتمر الصحفي لحملة رفض نقل قسم العلوم التطبيقية، "قررت كطالب في هذا القسم أن استمر بالاعتصام كل يوم.. لن أسمح لهكذا قرار تعسفي وفوقي ان ينهي أحلامي ويسلبني حقي ويشيع في نفسي ونفس زملائي اليأس من أن نضيء شمعة في هذا الوطن الذي صارت قوى الجهل والظلام تظلل شمسه".
وأضاف ابو العيس، ان "معظم الطلبة أبلغوا بالنقل إلى كلية لا وجود لها على الخارطة، اسمها كلية الكرخ للعلوم، بل أنها بلا رئيس إلى الآن"، مبيناً أن "الجامعة التكنولوجية متنفسنا الوحيد ومكان العلم الابرز لنا، فعمر قسم العلوم التطبيقية تجاوز الـ38 عام في هذه الجامعة وهو من اكثر الاقسام التي اسهمت في البحوث وبراءات الاختراع".
ولم يخف طلبة العلوم التطبيقية، أملهم في الحصول على شهادة معترف بها محلياً ودولياً، تقدرها جميع الأوساط العلمية، لكن هذه الآمال تصطدم بوقائع مريرة، أبرزها نقص المختبرات لطلبة الماجستير، "في النهاية قد يكون الحال، لا تطبيق في العلوم التطبيقية"!.. كما يقول الطلبة.
وبشأن كلية الكرخ للعلوم التي استحدثت أخيراً، قال عدد من الطلبة، انها -فضلاً عن حداثتها وهو أمر غير محفز لبعض الطلبة الذين يعتزون بمكانة قسمهم في الجامعة التكنولوجية- فهي تقع في منطقة لم يعرف عنها الهدوء الأمني، لقربها من مواقع المواجهات المسلحة مع الإرهابيين "العامرية أو أبو غريب"، وبعدها عن وسط العاصمة.
"لهذه الأسباب لجأنا الى الاعتصام والتظاهر"، هذا ما قاله احد الطلبة الذي فضل عدم ذكر اسمه، وزاد بالقول "لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمام ما قد يحصل لأكثر من ألف طالب وتدريسي وكادر إداري إذا وضعوا هناك في تلك المنطقة، اذ لا يمكن ضمان الامن التام لكل هؤلاء، اذا ما اخذنا بالحسبان صعوبة التنقل ايضاً، فتلك مناطق قابلة لقطع الطرق عنها تحت اية ظروف طارئة".
جعفر مصدق من طلبة المرحلة الثانية في القسم المذكور قال ان "هناك العديد من المقترحات في حال بقي قرار وزارة التعليم ساري المفعول، وهو ان نشكل فريقاً قانونياً للطعن في القرار ورده أمام المحاكم العراقية "، مضيفاً ان "دعم التحرك يستند على اساس حيوي ومهم، بتثبيت حقوق طلبة القسم في الجامعة التكنولوجية واعادة النظر في القرار".
ويؤشر مصدق عيباً في القرار بالقول ان "فك ارتباط القسم من الجامعة التكنولوجية، خطأ قانوني واداري، لكونه قد تم توقيعه في 8/9/2014 واصدر في 11/9/2014 وهو يوم لا يمكن للوزير السابق علي الاديب، ان يوقع فيه لعدم امتلاكه الصلاحيات، كون الحكومة الجديدة تشكلت، ومنح البرلمان الثقة لوزير جديد".
وما يعزز من رأي الطلبة ان القرار جاء بصفة فردية، وان الوزارة لم تستأنس برأي قسم العلوم التطبيقية، أو رأي مجلس الجامعة التكنولوجية الذي رفض فكرة الانتقال جملة وتفصيلا.
ويقول معظم الطلبة ان تاريخ القسم العلمي يشفع له، فقد أسس في الجامعة التكنولوجية، واصبح تراثا علميا, جعله احد الأعمدة المهمة فيها من حيث البحوث العلمية، والتي أسهمت بتبوء الجامعة مراكز مهمة ومرموقة في تصنيف الجامعات محليا وعالميا.