مجتمع مدني

المرأة والمجتمع / رشا مهدي

تعد المرأة الركيزة الاساسية لتطور البلدان كونها نصف المجتمع، فهي الاقدر على نشر الثقافة، بيد انها كانت الضحية الاولى لاغلب النظم والحضارات عبر ظلمها وقهرها واستغلالها.
فالإغريق قالوا عنها شجرة مسمومة ومياه مؤلمة تغسل السعادة وكان للصيني الحق أن يدفن زوجته حية، وإذا ماتت حُق لأهله أن يرثوه فيها، والبعض يتصرف بها ويبيعها كأية سلعة في حين انها تتمتع بمميزات تخدمها بالدرجة الاساس ثم تأتي بالنفع على مجتمعها وعلى اسرتها واولى هذه المميزات هي الثقافة. فاذا كان نصف المجتمع متخلف وجاهل، فذلك يعني حدوث خلل في بناء المجتمع وتطوره.
اما في مجتمعنا العراقي فقد اشارت الاحصائيات الاخيرة الى تجاوز نسبة المرأة الستين بالمئة من سكانه، وبما ان المرأة هي حجر الزاوية في بناء المجتمع، وكذلك الركيزة الاساس في ديمومة الحياة، فهي بحاجة الى الثقافة والعلم في جميع مجالات حياتها، ولابد من دور لمنظمات المجتمع المدني التي تعنى بالدفاع عن قضايا المرأة وتعلمها وبما يعزز صورتها الخلابة القوية في عصر ذوبان الهويات والثقافة ولا شيء اليوم اخطر على المرأة العراقية من الثقافة التي تعمل على تذويب انتمائها لوطنها. و نقصد هنا أن تكون المرأة على قدر من العلم المنضبط الكافي لتوجيه قيمها وفكرها وسلوكها كي تكون هي من يتحكم بآرائها وقراراتها، رغم معاناة النساء العراقيات بسبب اضطراب الوضع الامني الذي يمر به بلدنا وما يولد من تشتت الذات والنفس.
واخيرا تظل المرأة العنصر الاهم والاخطر والاشمل في تربية الاجيال وتنشئتها وتبقى بصماتها التربوية مطبوعة في ذاكرة الاجيال وتتحكم في سلوكياتهم اتجاه الكثير من الاشياء والمواقف فنسألك سيدتي مزيدا من الثقافة والابداع والعطاء والتألق كونك تستحقين كل الثناء والاحترام.