- التفاصيل
-
نشر بتاريخ السبت, 18 نيسان/أبريل 2015 19:23
طريق الشعب
اطفال ونساء وشيوخ يقفون طوابير ويفترشون الارض قرب جسر "بزيبز" على ابواب بغداد بانتظار دخولهم العاصمة الذي يستغرق اياما، وبشرط ضمان "كفيل" من بغداد، دفعهم ارهاب داعش الى ترك منازلهم من مدن الانبار، في موجة نزوح اخرى يتسبب بها التنظيم الارهابي.
ونشرت وكالات الأنباء عراقية صوراً تظهر قيام الآلاف من المواطنين وهم يقطعون مسافات كبيرة مشياً على الأقدام من أجل الوصول إلى بغداد لضمان حياتهم.
وأعرب رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري، الجمعة، عن قلقه من الأوضاع في محافظة الأنبار، معتبراً انها تتطلب تحركاً سريعاً.
وقال الجبوري في بيان على هامش زيارته إلى مقر قيادة العمليات المشتركة، إن الأوضاع في محافظة الأنبار مقلقة وتتطلب تحركاً سريعاً لمعالجة الموقف، داعياً إلى تضافر جميع الجهود لأجل إنقاذ الأنبار.
نواب الانبار يتظاهرون
وكان نواب ووزراء عن محافظة الأنبار نظموا، الجمعة، وقفة داخل المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد احتجاجا على الأوضاع التي تشهدها المحافظة.
وقال النائب عن اتحاد القوى الوطنية محمد الحلبوسي، إن "نوابا ووزراء عن محافظة الأنبار وأعضاء في مجلس المحافظة نظموا، اليوم (امس)، وقفة احتجاجية داخل المنطقة الخضراء بسبب الأوضاع التي تشهدها المحافظة وعدم دخول العوائل النازحة لبغداد"، مبينا أن "الوقفة انطلقت نحو السفارة الأميركية في بغداد الواقعة في المنطقة الخضراء، ومن بعدها تم التوجه نحو مقر الحكومة الاتحادية".
وأوضح الحلبوسي أن "المطالب التي رفعت خلال الوقفة هي الإسراع بتحرير مناطق الأنبار الواقعة تحت سيطرة عصابات داعش، وكذلك مساعدة النازحين".
حملة دعم النازحين
من جانبها أكدت الهيأة العليا للحملة الوطنية لدعم النازحين، أن الأطفال والكهول والنساء يعانون أقصى الظروف البيئية التي يمكن أن يعيشها الإنسان فبدلاً من أن يموتوا جراء الأعمال الحربية فأنهم سيموتون جوعاً وعطشاً يلفهم عراء المنطقة العالقين فيها.
ودعت الحملة وزارة الصحة وجمعية الهلال الأحمر والصليب الأحمر الدولي والجمعيات الإنسانية وكافة المنظمات المعنية بالنازحين وبشؤونهم، إلى أن يسارعوا بتقديم يد العون والمساعدة إلى هؤلاء الأبرياء .
100 رضيع في العراء
من جهته، حذر رياض العضاض رئيس مجلس محافظة بغداد، امس السبت، من وفاة نحو 100 طفل حديثي الولادة ضمن نازحي محافظة الأنبار المتواجدين حاليا عند مدخل العاصمة خلال الـ48 ساعة المقبلة في حال لم يسمح لهم بدخول العاصمة.
وتشترط قيادة عمليات بغداد دخول النازحين إلى بغداد توفر الكفيل من سكان العاصمة خشية أن يكون من بين النازحين عناصر تابعة لتنظيم داعش.
الا ان وكالة "السومرية نيوز" نقلت عن مصدر نيابي قوله، امس السبت، ان "البرلمان صوت على الغاء المطالبة بكفيل في دخول النازحين الى بغداد ومناطق اخرى". الا ان ما ذكره المصدر، لم يؤكده عدد من النواب الذي صرحوا لـ"طريق الشعب" حول جلسة امس.
وقال العضاض زرت المنطقة التي يتجمع فيها نازحو الانبار وهم بالآلاف عند منطقة بزيبز (27 كم غربي بغداد) وشاهدت نحو 100 طفل حديثي الولادة بوضع إنساني صعب وحياتهم مهددة، لو لم يسمح لهم بدخول بغداد خلال الساعات الـ48 القادمة.
وأضاف أن هناك شيوخا طاعنين بالسن وآخرين محمولون على مقاعد متحركة ووضعهم الإنساني صعب جدا، مشيرا إلى أن الاجراءات التي تعتمدها قوات الأمن في دخول النازحين إلى بغداد معقدة وتسبب تأخيرا كبيرا.
وفاة شيوخ واطفال عالقين امام بوابات بغداد
من جانبه، قال عضو مجلس المفوضين في مفوضية حقوق الانسان، مسرور اسود محي الدين في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، ان "عدد النازحين بلغ عشرات الالاف من المدنيين نساء واطفال وشيوخ مجردين من ابسط الحقوق الانسانية بسبب وجود منفذ وحيد وسيئ للهروب من المدينة يستغرق عدة ساعات وعند الوصول الى حدود بغداد"، مشيرا إلى انه "لا يسمح للنازحين بدخول بغداد الا بجلب كفيل ولا توجد اماكن ايواء وهم الان في العراء مما ادى الى وفاة شيوخ واطفال وهناك المئات عالقون حاليا".
وطالب عضو المفوضية كافة اجهزة الدولة المختصة بـ"السماح للمدنيين بالدخول الى بغداد وايواء العوائل وتقديم الخدمات الاساسية من طعام وماء وايضا ضرورة اسراع المنظمات الدولية بتقديم الدعم الإنساني لان حالة المدنيين وخاصة النساء والأطفال أصبحت مأساوية".
ومنذ يومين علق عشرات الآلاف عند مداخل مدينة بغداد ويبيتون في العراء في ظل عدم توفر أماكن للإيواء فضلا عن شح الأغذية ومياه الشرب وغير ذلك من الحاجات اليومية الأساسية.
وشكّل وزير النقل، باقر الزبيدي، لجنة من الوزارة تتولى إجلاء النازحين من محافظة الأنبار إلى بغداد، بعد اتساع المعارك.
بغداد تستقبل 150 اسرة نازحة
وقال رئيس مجلس محافظة الانبار صباح كرحوت، امس الاول الجمعة، إن "العاصمة بغداد بدأت، اليوم، باستقبال نحو 15 الف اسرة نازحة ومهجرة من مناطق الرمادي والخالدية وناحية الحبانية"، مبينا ان "الاسر دخلت عبر جسر بزيبز بقضاء العامرية (23 كم جنوب الفلوجة) الذي يربطه بالعاصمة من جهة الجنوب".
وأعلنت قيادة عمليات بغداد، أنها تقوم بتسهيل مرور 1800 أسرة نازحة إلى العاصمة، قادمة من محافظة الأنبار.
وذكر بيان صادر عن وزارة التجارة إن وزير التجارة ملاس محمد عبد الكريم اوعز بارسال قوافل من المواد الغذائية والماء والصمون الى حدود محافظة الانبار وتأمين سكن اكثر من ٥٠٠ عائلة تم وضعها في مناطق امنة
في بغداد.
تحذير من دخول مندسين
وفي السياق نفسه، قال رئيس ديوان الوقف السني محمود الصميدعي، امس، لوكالة "المدى برس"، إن "حملة إغاثة كرام الأنبار انطلقت لليوم الثاني، حيث قمنا بفتح ثماني مساجد في مناطق متفرقة من بغداد وأرسلنا نحو 65 سيارة لنقل النازحين"، مبينا أننا "اليوم لدينا موكب من العجلات مكون من 160 سيارة لنقلهم".
وطالب الصميدعي ،الحكومة و القوات الأمنية بـ"تسهيل أمر دخول النازحين إلى بغداد والمحافظات الأخرى"، مستدركا بالقول لكن "عليهم الحذر وفتح العيون من أي مندس قد ينزح مع الأسر". ودعا الصميدعي، الحكومة إلى "الوقفة الجادة لتزويد العشائر بالسلاح والشباب في القتال ضد تنظيم (داعش) لرد المعتدين". الى ذلك، اتخذت الاردن إحترازات أمنية وقرارا قطعيا بعدم إستقبال موجات لجوء عراقية بعد إشتداد معارك الأنبار وأنباء عن سيناريو لتأمين نازحين داخل الأراضي العراقية هربا من مواجهات داعش بحسب مصادر اردنية نقلت عنها صحيفة "الرأي اليوم" اللندنية.