لم يشهد عالمنا منذ الحرب العالمية الثانية موجات هجرة كهذه التي تطرق أبواب اوربا بمئات الألوف من الذين ضاقت بهم بلدانهم .ان موجات الهجرة هذه لا تعدو كونها جزءا من افرازات الصراعات الضارية وطغيان التوحش والإرهاب الرسمي وغير الرسمي الذي أحال الشرق الأوسط وأجزاء أخرى من العالم الى جحيم لا يطاق.

وكعادة قدرهم الذي ما أنفكت الدكتاتوريات ونظم المحاصصات والفساد ترسم فصوله كان للعراقيين حصتهم البارزة في حشود موجات البؤس هذه ,وإذ اجتمعت

فضاعات داعش واخواتها وبقايا البعث الى تداعي مقومات الحياة مع طغيان الفساد وشلل مؤسسات الدولة الذي افرزه نظام المحاصصات وجد الملايين من العراقيين انفسهم مشردين في وطنهم او مسحوقين تحت وطأة الفاقة والعوز( اذ يعيش 30% من العراقيين تحت خط الفقر) ولم ير الكثير منهم من امل سوى في ركوب البحر او المغامرة بأجتياز الحدود بحثا عن ملاذ أمن وعيش كريم. وقد تناقلت الانباء صورا مأساوية لغرق او اختناق العديد منهم والاهانات والاعتداءات التي تعرض لها اخرين في رحلة العذاب تلك.

ان ثمة مسؤولية أخلاقية وتاريخية كبيرة تتحملها استراليا ودول العالم المتقدم إزاء هذه التدفق البشري الهائل والعمق الإنساني لمأساتهم التي هزت الضمير العالمي ,هذا العمق الذي جعل دولا عديدة(كألمانيا والنمسا والسويد) تفتح أبوابها لمئات الالاف من المهاجرين .ان استراليا مدعوة بل هي مطالبة بأن لا تتخلف عن ركب هذه الدول في توفير الملاذ الامن لهؤلاء الضحايا وزيادة اعداد المشمولين منهم ببرنامجها الإنساني.

اننا اذ نقيم عاليا الموقف النبيل للألاف المؤلفة من الاستراليين ممن غصت بهم ساحات المدن الاسترالية المختلفة مطالبين بقبول المزيد من اللاجئين فأننا نناشد الحكومة الاسترالية وحكومات العالم المتقدم ان تضمن للاجئين العراقيين حصتهم العادلة في برامج استيعاب اللاجئين الاستثنائية التي أعلنتها العديد من هذه الدول. كما ندعو الامم المتحدة ومنظمات الإغاثة العالمية الى ان تسارع الى التخفيف من معاناتهم وتسهيل استقرارهم في دول اللجوء. كما لابد لنا من ان نمد مناشدتنا الى جميع المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني العراقية في استراليا والمهاجر لان تحتضن اللاجئين العراقيين حيثما كانوا وان ينظموا الى الرأي العام ومجموعات الضغط في البلدان التي يعيشون فيها من اجل المزيد من المساعدة لهم.

لجنة الدفاع عن حقوق الانسان

منتدى الجامعيين العراقي الاسترالي