- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الثلاثاء, 19 كانون2/يناير 2016 19:25

شعرت بقشعريرة سرت بين ضلوعي عندما علمت ان صديقتي هناء برتو قد توفيت. لقد عانت من المرض العنيد سنوات، ولكن لم أكن أتصور انها ستتركنا وتغيب عنا بهذه السرعة، وان الموت قابع في انتظارها عندما دخلت المستشفى منذ أسبوعين في الولايات المتحدة. الموت هو الرحيل عن أحب وأقرب الناس لها.
فكرت في هناء وقلت: هذه هي الحياة، فكل شيء يجب ان يمر ويزول. كلنا نخاف من النهاية، نفكر دائماً ما الذي سيحدث لنا عندما يغلق العالم بابه علينا، لكن الانسان يركز دائماً على الحياة والاحتفاء بها وليس الموت، ونحن غير متهيئين لقبول فكرة الموت، لكن الانسان مهدد بالنهاية الحتمية.
يقول الكاتب الروماني سيشرون: علينا ان نقبل ان الحياة قرض أعطي لنا من قبل الطبيعة، من دون تاريخ محدد، وان دفع هذا القرض ربما يُطلب منا في أي وقت".
السيدة هناء برتو من النساء القليلات اللواتي تخصصن في تصميم الأزياء في العراق. وتصميم الأزياء الجيد هو الاختزال الذي يعّبر عن شكل أوضح عن جمال بدن الأنثى، وتوافق التصميم في التعبير عن هذه الجمالية.
وقد كتبت عن هناء برتو في كتابي "هكذا مرت الأيام"، وعن اعتقالها عام 1963 في سجن النساء ببغداد، وكان من حسن الحظ انها استطاعت قراءته قبل ان يهيمن المرض عليها:
علينا ان نحتفل بما قامت به هناء برتو وانجزته، وأتمنى ان تنشر اعمالها وتخطيطاتها. وهناء هي شقيقة الدكتور فاروق برتو والسيدة بشرى برتو.
ــــــــــــــــــــــــــ
«المدى» 18\ 1\ 2016